يعقوبيان لـ : لا يمكن حل القضايا العالقة من دون تصالح تركيا مع ماضيها القبس :14/9/2009 بيروت – حسن شامي: على مدى يومين استضافت جامعة هايكازيان في بيروت مؤتمر «الابادة الارمنية والقانون الدولي» الذي نظمته الجامعة والهيئة الوطنية الارمنية – الشرق الاوسط. وشارك في المؤتمر اكاديميون وخبراء في موضوع الابادة والقانون الدولي من عدة دول. وكان لافتا مشاركة متخصصين أتراك وأكراد، «ما يمثل نقلة نوعية في طبيعة المؤتمر والأهمية التي يتمتع بها، كمنبر أكاديمي للدفاع عن القضية الأرمنية، يهدف لخلق رأي عام في خدمة القضية الأرمنية ودعمها، في ظل التقارب العربي-التركي»، على حد تعبير فيرا يعقوبيان، المديرة التنفيذية للهيئة الوطنية الارمنية للشرق الاوسط. سياسة الإنكار وتطرق المؤتمر الى موقف القانون الدولي من مسألة الاعتراف بالابادة الارمنية، التي ارتكبتها تركيا العثمانية عام 1915، مشددا على العراقيل التقنية والسياسية التي تحول دون الاعتراف بها. كما ناقش دور القومية التركية في سياسة الانكار التي تنتهجها تركيا، وعرض للمحاكمات التي جرت في جرائم الابادة والجرائم المرتكبة ضد الانسانية، وبحث في الوسائل غير الحكومية لحل مسألة الابادة الارمنية، كما ناقش المشاكل الاقتصادية المترتبة من جراء الابادة الارمنية، وقضية ممتلكات الارمن التي ساهمت في اثراء النخب التركية والكردية، كما ناقش في اطار القانون الدولي مسألة تخفيف الآثار المترتبة من جراء الابادةالارمنية والتعويض على الضحايا والمحافظة على الارث الحضاري للشعب الارمني. وشدد المؤتمر على دور المفكرين والمتخصصين الاتراك والاكراد في حل مسألة الابادة الارمنية، لافتا الى عدم التكافؤ في العلاقات الارمنية-التركية. كما سلط الضوء على ضرورة تعميم ارث الابادة الجماعية الارمنية وايجاد الوسائل الملائمة لذلك. أهمية المؤتمر يعقوبيان تحدثت لـ «القبس» عن أهمية المؤتمر، مشيدة بالنجاح الذي تحقق، من حيث التنظيم واستقطاب هذه المشاركة النوعية، خصوصا المشاركة التركية التي تسجل للمرة الأولى في منتدى يبحث في الإبادة الأرمنية. وأوضحت أن المشاركة التركية تمثلت بناشطين معروفين في قضايا حقوق الإنسان، فيما كان اللافت الحضور الكردي من خلال مندوبين عن المنظمات الكردية في تركيا وأوروبا. وأشارت الى أن المؤتمر يشكل نقلة نوعية في إبقاء القضية الأرمنية حية. المشاركة التركية والكردية وتحدثت يعقوبيان عن أهمية المشاركة التركية في المؤتمر، باعتبار ذلك اعترافا صريحا باعتماد الدولة التركية سياسة الإبادة، إذ ان المؤتمر خصص للبحث في المترتبات الحقوقية على تركيا لارتكابها فعل الإبادة بحق الأرمن، وقالت إنه لم يعد مقبولا أن تواصل أنقرة التنكر لحصول الإبادة وبات عليها التصالح مع تاريخها، وطي هذه الصفحة السوداء منه، وفقا للمتطلبات السياسية والإنسانية والتعويضات المترتبة لشعب قتل قسم منه وهجر الباقي من أرضه، كي تنبني علاقات على أسس جديدة مع الأرمن. وتكتسب مشاركة أكراد في المؤتمر مغزى خاصا، كونها تعكس المدى الذي بلغته المنظمات السياسية الكردية في مراجعة تاريخها القومي، والتضامن مع الشعوب التي تعرضت، كما الأكراد، للظلم. ذلك أن السلطات التركية استخدمت عصابة كردية معروفة بارتكاب مجازر الإبادة بحق الأرمن قبل أن تعود وتشن حملات قمع وتنكيل بحق الأكراد داخل تركيا. تزامن صدفة وكان مؤتمر «الابادة الارمنية والقانون الدولي» قد عقد في وقت أعلن عن توقيع بروتوكول تعاون بين تركيا وأرمينيا. وقد أكدت يعقوبيان لـ «القبس» أن توقيت المؤتمر لا علاقة له بهذا التطور، لأن موعده والاتفاق على مواضيعه تحددا منذ أشهر. وقالت انه على الرغم من حصول «هذه التطورات وما قد يتبعها من خطوات في عملية تطبيع العلاقات الارمنية-التركية في المدى المنظور، يبقى السؤال: ما التزامات تركيا ومسؤولياتها الدولية تجاه الابادة الارمنية؟ وكيف يبدو المستقبل في ضوء المتغيرات الاقليمية والدولية المرتبطة بمسار القضيةالارمنية؟». رئيس البرلمان القبرصي وكان رئيس البرلمان القبرصي ماريوس غارويان الذي زار لبنان بدعوة من منظمي المؤتمر، قد تحدث في الجلسة الافتتاحية فقال «ان وجودنا هنا اليوم ينطلق من التزام بلدنا بالقانون الدولي والسلام والامن والاستقرار، واصرارنا على الاستمرار وفي كل المناسبات على شجب اي خروقات للقانون الدولي عبر ارتكاب فعل الابادة (..) ان تركيا باتت اخيرا تبعث برسائل الى المجتمع الدولي عن دورها كوسيط وصانع للسلام، خصوصا في الشرق الاوسط، عبر مبادرات متعددة وفي اتجاهات متنوعة. ولكن ما القيمة المرجوة او المصداقية التي يمكن ان تدعيها تركيا في الشرق الاوسط، عندما لم تتجرأ هذه الدولة على قول الحقيقة والزام نفسها بالعدالة للجرائم التي ارتكبها اجدادها العثمانيون».