فؤاد دعبول جريدة الانوار – لبنان 26 تشرين الثاني / نوفمبر 2010 رجب الطيّب أردوغان، طيّب الخواطر. طلب الاعتذار من اسرائيل، لأنها اعتدت على أسطول الحرية. وأبى، ولا يزال، الاعتذار من الأرمن. مع ان العثمانيين، وهم أجداده، ارتكبوا (مجزرة الإبادة). ذبحوا، أبادوا، وطردوا أكثر من مليون أرمني من وطنهم. وحده رجب الطيب أردوغان، القادر على غسل هذا العار. ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو رائد مخطط تركيا الحديثة مؤهل لمثل هذا الدور. كان رئيس وزراء تركيا، عائداً من زيارة الجالية التركية في عكار. وقبل أن يصل الى العشاء في السراي الكبير، غطت أخبار أنقره، أجواء بيروت. ومفادها حدوث سابقة تاريخية في تركيا. ومفادها أن وزيري الداخلية والدفاع أبعدا 3 جنرالات عن مواقعهم. إنها البداية لا النهاية. لمن الحكم في تركيا ? للعسكر أم للسياسيين? هل يستمر الصراع بين العسكر، حامي علمانية كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، أم للسياسيين، ولو كانوا إسلاميين? أردوغان، لا يمكنه أن يطرق الأبواب الأوروبية، قبل حل (قصة مجزرة الإبادة الأرمنية). في العام 1453، كان محمد الفاتح يطرق أبواب مدينة بيزنطيا، ذات الأسوار الحصينة، لأن أهاليها كانوا في صراع على (جنس الملائكة). ورجب الطيب أردوغان، لا يستطيع اقتحام (الأسوار الأوروبية) العالية، لأن الأميركان معه. ولأنه في خلاف مع الدولة العبرية. والأميركان والأوروبيون، يريدونه معهم، ولكن بعد حل قضية مأساة الإبادة الأرمنية. وبين تركيا التي ورثت مأساة الإبادة، عن أجداده العثمانيين، وأوروبا قصة شعب يطلب الاعتذار لا توارث الأحقاد. *** القضية تحتاج الى جرأة غير معهودة. ووحده أردوغان المؤهل لهذه المهمة. لا الجنرالات هم المؤهلون. ولا السياسيون التقليديون حماة (العلمانية) هم القادرون على ممارسة هذا الدور. (طبيعة) العصر ومقتضياته، تقتضي المزاوجة بين راديكالية كمال أتاتورك، و(ايمانية) الرئيس عبدالله غول ورجب الطيب أردوغان وأحمد داود أوغلو، (ثلاثي تركيا الحديثة). والأرمن الذين تظاهروا ضد زيارة أردوغان في أسواق بيروت، تصرفوا بذكاء، عندما جعلوا (الاعتراض) موجهاً الى جمال باشا السفاح، وما تمثله زيارة رئيس الوزراء التركي لبيروت. تظاهروا كلبنانيين من أصل أرمني لقضية تخص الشعب اللبناني والأرمن منهم، عندما حدثت في العام 1915، في بيروت.