أوغلو حاول طمأنة بكركي متناسياً أن قضية «إبادة الأرمن» أحدثت أزمة بين أنقرة وباريس

اسكندر شاهين 19 كانون الثاني/يناير 2012 صحيفة الديار – لبنان لافتة كانت كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي القاها في المؤتمر الاقليمي «المسلمون والمسيحيون في مناخ التحولات الكبرى»، فقد وضع «ابو مصطفى» اصبعه في قلب الجرح معلناً بصراحة قاسية «انه لا يوجد حتى الآن من يمكنه على مستوى النظام القائم او الجديد ان يعطي كلمة تطمئن الاقليات في المنطقة» خصوصاً وانها اي الاقليات ليست مجموعات طارئة في الشرق الاوسط بل هي من ابرز مكوناته واعمق جذوراً من الاسلاميين الذين قطفوا وهج الثورات من خلال اجتياحهم لبرلمانات لمعظم الدول التي اجتاحها «الربيع العربي» الذي بدأ من لبنان وفق توصيف وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو اثناء جولته على المسؤولين اللبنانيين. وتقول الاوساط الى ان كلام بري اصاب موقع الداء خصوصاً وان المخطط الغربي للحراك العربي ارتكز على تطبيق معاهدة «سايكس بيكو» بشكل عكسي بمعنى ان هذا الاتفاق ارسى معادلة اوصلت فيها الاقليات نسبياً الى السلطة لوضعها تحت سيطرة المطابخ الخارجية ولما تعده من اطباق وبعدما استنفذت اهدافها من هذه المعادلة ومع سقوط ثنائية النظام العالمي تقوم الدول الكبرى بتحريك الشعوب ضد حكامها مستهدفة وبشكل خاص الانظمة التي حافظت على العيش المشترك الاسلامي المسيحي باقامة انظمة علمانية فصلت فيها الدين عن الدولة وقد برز هذا الامر من خلال الحكمين البعثيين في بغداد ودمشق ففي العراق سقط نظام صدام حسين دون ان تتبلور تضاريس العراق الجديد الذي يبدو انه على شفير حرب اهلية في ظل الانقسامات بين اهل الحكم وكان البارز في الغزو الاميركي للعراق تعرض المسيحيين فيه الى ما يشبه الابادة فمن بقي حياً منهم حمل ما تبقى لديه لاجئاً الى سوريا التي استوعبت ما يفوق المليون عراقي فيها. وتشير الاوساط ان القلق لدى الاقليات في سوريا من انحراف الحراك السوري الى حرب اهلية يبدو في مكانه الصحيح خصوصاً وان المجريات في حمص اثبتت ذلك حيث يلعب الاحتقان المذهبي دوراً كبيراً في المواجهات والاخطر من ذلك ان الاعلام الغربي يحاول تجميل الحراك السوري بحيث انه يصوره وكأنه ثورة سلمية حضارية تطالب بالحرية والديمقراطية في الوقت الذي تناقض فيه الوقائع هذا الامر لان عدد القتلى من افراد الجيش السوري وقوات حفظ الامن تكاد تناهز عدد القتلى من المتظاهرين الذين تم تسليح قسم منهم حتى الاسنان وباتوا يشكلون قوة عسكرية يحسب حسابها في بعض المدن السورية وخصوصاً في حمص والزبداني التي باتت تحت سيطرة ما يسمى «بالجيش السوري الحر». واذا كان اوغلو في زيارته للبنان خص الصرح البطريركي في جولاته فان ما حمله من توصيف للمجريات السورية لا يقدم ولا يؤخر في لعبة تطمين بكركي على مصير المسيحيين في سوريا، بالاضافة ان تركيا لا تستطيع ضمان امن احد ولو حاولت ذلك كون مصداقيتها وتاريخها موضعا جدل عالق حول «الابادة الارمنية» التي لا تعترف بها تركيا و«حزب العدالة والتنمية» الحاكم الى حد ان هذه الابادة جرمت باريس كل من لا يعترف بها مما اثار ازمة حادة بينها وبين انقرة وما يزيد قلق الاقليات من الاحداث الصورة التي قدمها برهان غليون حول المستقبل السوري اذا ما نجحت الثورة قاطعاً عهداً على فك تحالف دمشق مع طهران ومع «حزب الله» وهذا الموقف زاد في اشعال الهواجس لدى الشيعة لاسيما وان الاحتقان السني الشيعي اذا ما انفجر سيشعل حرائق لا تنتهي في الشرق الاوسط بكامله، من هنا شدد بري في كلمته على امور عدة تشكل مخرجاً بديلاً من الاقتتال المذهبي يتمثل اولا بالحوار الاسلامي الاسلامي لترتيب اوضاع البيت والانطلاق لتعزيز اتجاهات الحوار الاسلامي المسيحي موجهاً تحية للبابا بينيديكتوس السادس عشر الذي يدعم سياسة الحوار بين الديانات السماوية على قاعدة ان يكون لبنان نموذجاً لتعايش اكثر من 18 طائفة على ارضه وهذا ما دفع بالطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني باطلاق تسمية «الرسالة» عليه فهل تأخذ قيادات الثورات هذا الامر بعين الاعتبار وتعمل على اساس وطني بعيداً عن الاحقاد الطائفية ام ان المطلوب خارجياً ان ينضج الشرقيون بدمائهم فيرتاح الغرب على تأمين مصالحهم الاستراتيجية بعيداً عن اي طرف يتجرأ ان يقول كلمة كفى.

أرمينيا وأذريبجان … حملة ضد “بريزا”

يوم تتسبّب ذكرى 24 نيسان في ولادة شعب

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تقرير طلعت باشا حول الإبادة الجماعية الأرمنية

أرشيف