الخلافات الإيرانية – الأذربيجانية

(4حزيران/يونيو2012-RT):التطورات التي تشهدها العلاقات الإيرانية – الأذربيجانية لم تبق كثيرا من الآمال بانتهاء حالة التوتر وضمان التعايش السلمي بين الدولتين الجارتين. وفي أجواء التصعيد الحالية، ومع الأخذ بعين الاعتبار ما تقوم به إيران من تصرفات ليست مناسبة دائماً، فإن المراقب الخارجي يرى بوضوح الدور الاستفزازي الذي تمارسه أذربيجان. لقد كتب وقيل الكثير في الآونة الأخيرة عن عملية العسكرة المكثفة في هذه الدولة(اذربيجان) المطلة على بحر قزوين. ومن المستبعد جداً أن يكون ذلك بمبادرة باكو الخاصة، إذ يبدو النزاع العسكري الجيوسياسي (الإيراني الأذربيجاني حتى الآن) منسجماً بصورة رائعة للغاية مع المخطط العام لإعادة بناء الشرقين الأوسط والأدنى، هذه الخطة التي تنشط الولايات المتحدة وحلفاؤها لتنفيذها على أرض الواقع. إن احتمال عدوان عسكري مباشر امريكي إسرائيلي، وإسرائيلي أطلسي على إيران، إذا كان قائما فلن يكون في المستقبل المنظور. ويبدو في المرحلة الحالية أن الوسيلة الأكثر فعالية للضغط على الجمهورية الإسلامية، هي جر هذا البلد إلى نزاع محلي شبيه بالحرب الإيرانية – العراقية 1980 – 1988 . إن حربا كهذه مع مرافقة إعلامية عالمية مناسبة وممارسة الضغط في الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات دفاعا عن المصالح الأذربيجانية، من شأنها أن تغدو أداة ضغط جدية على إيران أكثر مردوداً بكثير من العقوبات الاقتصادية الحالية، ذلك أن الحرب تستدعي إنفاق موارد لا يستهان بها، وتؤدي – كما هو معروف – إلى نزاعات اجتماعية. ومن بين جميع البلدان المجاورة لإيران ، تبدو اذربيجان البلد الملائم للقيام بمثل هذه المهمة بصورة مثالية، لأن عقدة النزاعات الإيرانية – الأذربيجانية لا تشد إليها حتى الآن الاهتمام الدولي المناسب، وانتقالها إلى طور عسكري يمكن تماما أن يترافق بعامل المفاجأة، ما يجعل كافة المناقشات الدولية نافلة بعد وقوع الحدث. إن الحرب الإيرانية – الأذربيجانية المفترضة على سبيل المثال، من شأنها أن تتيح للولايات المتحدة وحلف الناتو ، وبذريعة مساعدة إذربيجان التي ستصور حتما على انها ضحية عدوان، ستتيح نشر وحدات عسكرية في منطقة حوض بحر قزوين. إن الحضور العسكري الأمريكي والاسرائيلي في أذربيجان ليس سراً، ولكنه يقتصر حتى الآن على الجوانب العسكرية التقنية. وحالة الحرب من شأنها أن تتيح دون أية تحفظات ضمان المرابطة الدائمة والسيطرة على بحر قزوين، أو جزئه الجنوبي على أقل تقدير. وهذا بدوره سيعني ضربة إضافية لإيران، وإحكام الحصار عليها عملياً عبر تحالف معاد لها في جوهر الأمر. إن إنشاء “جبهة ثانية” في منطقة حوض قزوين، إذا اعتبرنا أن الجبهة الأولى في منطقة الخليج، لن يسمح للجمهورية الإسلامية بتحقيق أية نجاحات إذا أصبحت الحرب الإيرانية الأمريكية أمرا واقعا. إن تطور الأحداث عل هذا النحو من شأنه أن ينزل ضربة مباشرة بمصالح روسيا، بعد عزلها عن ممر النقل “الشمال – الجنوب”. وسيضاف في هذه الحالة إلى مشكلة الدرع الصاروخية في أوروبا مشكلة الحضور الأمريكي والأطلسي في العمق الروسي الذي تعتبر منطقة حوض قزوين جزءا منه. وانطلاقا من ذلك لا بد للجانب الروسي من التدخل السياسي الدبلوماسي النشط في النزاع قبل أن ينتقل إلى طوره العسكري الذي ينبغي تجنبه. تمتلك روسيا مجموعة من أدوات الضغط عل باكو، وكذلك على طهران، يمكن استخدامها بغية تحييد الصراع الناشئ، ولتعزيز دور روسيا في هذه المنطقة البالغة الأهمية بالنسبة لأمن الجنوب الروسي.

سفير أذربيجان لدى الكويت: نعم اشترينا الأسلحة من إسرائيل لمواجهة أرمينيا

إدراج مسألة الابادة الأرمنية في المناهج الفرنسية يغضب تركيا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تقرير طلعت باشا حول الإبادة الجماعية الأرمنية

أرشيف