(25 نيسان/ابريل 2012-النهار):الشعوب الحية لا تنسى وذاكرتها لا تمحى بسهولة، واللبنانيون من اصل ارمني لا يتركون ذكرى الابادة الارمنية التي تعرضوا لها على يد الاتراك قبل 97 عاماً تغيب عن صفحات التاريخ وهم مصرون على “تحقيق العدالة” لقتلاهم وإجبار تركيا على الاعتراف بالابادة والتعويض واسترجاع املاكهم، وصولاً الى عودة الارمن المهجرين الى ارضهم الأم. وأسوة بكل انحاء العالم حيث تنتشر الجاليات الارمنية، نزل اللبنانيون الارمن امس الى الشارع للتذكير بمأساتهم، وتوجهوا الى مقر كاثوليكوسية الارمن في انطلياس حيث وضعوا الازهار على مزار ضحايا الابادة وخرجوا من هناك بالالاف شيوخاً ونساءً ورجالاً واطفالا، وسط غابة من الاعلام الارمنية واللافتات المنددة بتركيا، متوجهين الى السفارة التركية في مسيرة طويلة من انطلياس صعوداً الى الرابية حيث تحول مقر السفارة قلعة حصينة منذ الصباح الباكر تحوطها الاسلاك الشائكة وقوات الجيش والامن ومكافحة الشغب والدرك، وكل ذلك من اجل ايصال الرسالة التي لا ينفك الارمن يرددونها، وهي انهم يطالبون بحقوقهم وبمسؤولية تركيا عما قام به العثمانيون من مجازر في حق مليون ونصف مليون ارمني. وهناك سعى بعض الشبان المتحمسين الى اقتحام الاسلاك الشائكة والوصول الى السفارة، لكن قوى الامن ومسؤولي الاحزاب الارمنية حالوا دون ذلك، ليقتصر الامر على القاء الخطب والموسيقى الارمنية الحماسية التي ترافقت مع هتافات باللغة الارمنية طالبت بمحاسبة الاتراك والعدالة لضحايا الابادة. انطلياس وفي انطلياس ترأس كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول قداسا إلهيا في مقر الكاثوليكوسية في أنطلياس في الذكرى، شارك فيه جمهور غفير غصت به باحة الصرح الخارجية والطرق المؤدية اليه يتقدمه وزراء الأرمن ونوابهم وقادة احزابهم ورجال دين. والقى آرام الاول عظة حذر فيها من تركيا التي تستخدم إمكاناتها الدولية وعلاقاتها الديبلوماسية ونفوذها الاقتصادي بهدف إسكات صوت الشعب الأرمني المطالب بالعدالة”. وتوجه الى العرب مطالباً اياهم “بعدم نسيان الماضي والدولة التركية التي اضطهدت وأبادت الشعوب العربية لقرون متواصلة”، والى الاتراك بأن “النكران لا ينفع لأن إبادة الشعب الأرمني عام 1915 ليست موضوع دراسة وبحث أكاديمي، بل هو واقع تاريخي لا يمكن إنكاره”. الرابية وبعد القداس، انطلقت مسيرة من الكاثوليكية في اتجاه السفارة التركية في الرابية حيث حاول المتظاهرون ازالة الاسلاك الشائكة التي حالت بينها وبينهم قوات مكافحة الشغب، متلقية نصيبها من الحجارة وقناني المياه، اضافة الى المفرقعات والحجارة التي لم تتوقف الا بعد تصدي الامين العام للطاشناق هوفيك مخيتريان ومسؤولي الاحزاب الارمنية طالبين من المتظاهرين التوقف عن رشق الحجارة. الجعيتاوي وفي الاشرفية أقامت بطريركية الأرمن الكاثوليك احتفالا حول النصب التذكاري للشهداء في باحة البطريركية في الجعيتاوي، حضره البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر، ووزراء ونواب وحشد من المسؤولين السياسيين العسكريين ورجال الدين والراهبات والهيئات الكشفية. وصدر عن النائبين نديم وسامي الجميل والمجلس العام الماروني بيانات أكدت التضامن مع الأرمن.