جريدة المستقبل – لبنان 25 نيسان 2006 كتبت رندى يسير “يجب أن يعترف الشعب التركي بالإبادة الأرمنية ويعتذر”، و”إبادة الشعب الأرمني جريمة ضد الإنسانية”، و”لو تمت محاسبة الأتراك لما تجرأ الآخرون على ارتكاب جرائم مماثلة”. عبارات كتبت على لافتات رفعها المواطنون الأرمن الذين شاركوا أمس، في المسيرة الشعبية التي نظمتها الهيئة المركزية لإحياء الإبادة الأرمنية في لبنان، في الذكرى 91 لإبادة الشعب الأرمني التي ذهب ضحيتها مليون ونصف مليون شهيد أرمني. أكثر من 40 ألف مواطن أرمني شاركوا في المسيرة الشعبية التي انطلقت من أمام بطريركية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا في انطلياس، سلكت الأوتستراد مروراً فوق جسر نهر الموت حتى ملعب برج حمود. وتقدم المسيرة فرق كشفية موسيقية عزفت على البطبول وآلات النفخ، تبعها حشد من المواطنين من كل الأعمار جاؤوا من مختلف المناطق اللبنانية حاملين اللافتات والأعلام اللبنانية والأرمنية، يتقدمهم الوزير جان أوغاسابيان والنواب سيرج طورسركيسيان ممثلاً رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري وهاغوب قصرجيان ويغيا جرجيان والوزراء والنواب السابقون آلان طابوريان وشاهي بارصوميان وغسان الأشقر ونوريجان دميرجيان وابراهام دده يان وعدنان طرابلسي ورؤساء بلديات برج حمود وعنجر والجديدة وممثلون للطوائف الروحية والأحزاب اللبنانية والأرمنية والجمعيات الكشفية والخيرية ورجال دين وطلاب. بعد نحو ساعتين من السير، وصلت الوفود الى ملعب برج حمود، وامتلأت المدرجات بالمواطنين الذين واصلوا المسيرة على الرغم من هطول الأمطار الغزيرة، للمشاركة في المهرجان الخطابي، الذي انضم إليه ممثلو رئيس الجمهورية، محافظ بيروت ناصيف قالوش ورئيس مجلس النواب، مايز بوضاهر، ورئيس مجلس الوزراء مدير عام وزارة العدل عمر الناطور والوزير ميشال فرعون، والنواب ستريدا جعجع وأنطوان زهرا وفريد حبيب وعباس هاشم وادغار معلوف ممثلاً النائب ميشال عون، وشربل موزايا وجيلبيرت زوين وسليم عون وأنطوان غانم وغسان مخيبر، ونواب ووزراء سابقون، وممثل البطريرك الماروني، والمونسنيور سمير نصّار وسفير أرمينا واهان ديرغيفونتيان ورئيس طائفة الأرمن الأرثوذكس في لبنان المطران كيغام خاتشيريان وممثلون لقيادات أمنية. بعد كلمات الافتتاح باللغتين الأرمنية والعربية، ألقى اليكسان كوشكيريان كلمة الهيئة المركزية لإحياء الذكرى، فأكد “إن القضية الأرمنية تهدف الى نصرة العدالة، وهي قضية البشرية جمعاء والكرامة الإنسانية، وتركيا مطالبة بالتصالح مع ماضيها والاعتراف بمسؤوليتها عن الجريمة وتعويض الشعب الأرمني معنوياً ومادياً”. وتحدث الوزير السابق ألان طابوريان عن “مأساة الشعب الأرمني التي كانت من أسوأ الفظائع التي اقترنت بالحرب العالمية الأولى في العام 1915 فكانت جريمة الإبادة الأولى في التاريخ”. وقال: “إن اعتراف تركيا بالإبادة الجماعية والاعتذار عنها والتعويض عن الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالشعب الأرمني وإعادة الأراضي المغتصبة شروط لازمة، لإجراء أي مصالحة بين الشعب الأرمني وتركيا”، وأشار الى “إن القضية الأرمنية سياسية والسلام لن يتحقق ولن يدوم من دون العدالة وإحقاق الحق”. وناشد الحكومة اللبنانية دعم حقوق الشعب الأرمني، وختم بالقول “إن الحق الذي وراءه شعب مطالب سينتصر حتماً”. والكلمة الختامية كانت للمطران خاتشيريان الذي قال: “هذه المسيرة ليست سوى وقفة عز وإجلال وتكريم للشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن أرضهم وشرفهم وحضارتهم”. وأضاف “المسيرة متواصلة وقضية الإبادة الأرمنية تتقدم الى الأمام. وسنة بعد سنة يتزايد البلدان التي تعترف وتدين وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن الإبادة الأرمنية”. وأكدت رئيسة الهيئة المركزية لإحياء الإبادة الأرمنية في لبنان سيتاخدشيان لـ”المستقبل”، “إن الهدف من المسيرة الشعبية إيصال رسالة الى تركيا التي لم تعترف بعد بالمجازر التي طالت الشعب الأرمني منذ 91 عاماً مؤكدين مطالبتنا الحكومة التركية الاعتراف بالإبادة وتعويض الشعب الأرمني على الخسائر المادية والمعنوية والحصول على حق العودة الى البلد الأم”. وأوضحت “إن تركيا تسعى الى الانضمام الى الاتحاد الأوروبي. ونحاول أن نشكل قوة ضغط لوضع شرط الاعتراف بالجريمة قبل أن تنضم كدولة حضارية في الحضارة الأوروبية التي تحترم حقوق الإنسان والديموقراطية والعدالة. ولعلّ أول خطوة نطالب بها، الإعتراف بالمجزرة”.