( تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 – يريفان ) : ارسل 300 مثقف وكاتب وفنان ارميني رسالة الى الرئيس التركي عبد الله غول ، يناشدونه فيها الاعتراف بالابادة الجماعية التي ارتكبت ضد الارمن عام 1915. وجاء في نص الرسالة.- “ان الاحداث الاخيرة في جنوب القوقاز والخطوة الجريئة التي اتخذها الرئيس الارميني سيرج سركيسيان بدعوته لكم الى ارمينيا واللقاء الذي رافق تلك الزيارة ، اكدت مرة اخرى على ان علاقات حسن الجوار بين ارمينيا وتركيا، تتطلب شجاعة وحلولا واقعية . مرة اخرى نحن امام مسألة شائكة تتمثل بالابادة الجماعيةالتي تعرض لها الارمن . واسمحوا لنا ان نعترف بصدق ، بأن هذه المسألة تفرق بين الشعبين منذ العام 1915 . كما وانها تقلق الضمير الجماعي للارمن والاتراك ، وتملي علينا خطواتنا رغم الضرورات المختلفة للسياسة اليومية. السيد الرئيس ، اننا امام جريمة مروعة ارتكبت ضد الانسانية ولاتسقط مع تقادم الزمن . وهذا ليس مطلبا ارمنيا فقط ، بل ايضا يتوقعه المجتمع العالمي . الابادة الجماعية للارمن هي جريمة ضد الانسانية وضد القيم الحضارية الحالية ، وليس بمقدور اي فرد او منظمة او حكومة التشكيك في تلك الاحداث. ينبغي علينا جميعا تقبل حقيقة ان تركيا العثمانية هي المسؤولة عن جريمة الابادة ضد الارمن، وان تركيا الحالية ورثت هذه المسؤولية . ان الدبلوماسية والدعاية التركية الحالية لايمكنهما التستر على هذه الصفحة المأساوية من تاريخنا . ان الذاكرة التاريخية لشعبينا هي عميقة ومضطربة ، لذا لا توجد حلول سهلة . على جيلكم في القيادة التركية تقبل الحقيقة والاعتراف بالابادة الجماعية للارمن . ونحن نعتقد، بأن هذا شيء يحتاجه الشعب التركي في المقام الاول ، وانه بهذه الطريقة يمكنه اعفاء نفسه من المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه، واتخاذ موقعه بفخر الى جانب الدول الاخرى . هذا هو السبيل الوحيد لطي هذه الصفحة ومواجهة المستقبل بجرأة . عندها سيتمكن الشعبان من متابعة الحوار الصريح وتحقيق المصالحة الحقيقية المنشودة. ان زيارتكم الى ارمينيا ، ومساهمة تركيا في تحقيق الاستقرار الشامل في منطقة القوقاز، يبعث على الامل بظهور حركة سياسية واقعية داخل تركيا . بيد ان هذه الجهود قد تفشل ، اذا لم تتخذ الدولة خطوات حاسمة نحو وضع حد نهائي لسياستها الحالية المتمثلة بانكار الابادة الجماعية للارمن ” .