محمد نور الدين جريدة السفير – لبنان 27 كانون الثاني/يناير 2011 تواصل تركيا اليوم الخميس ارسال اشارات ايجابية الى اليهود (ومن خلفهم اسرائيل) عبر رفع مستوى التمثيل في الاحتفال الذي تقيمه مساء اليوم الحاخامية اليهودية في اسطنبول لمناسبة ما يسمى»اليوم العالمي للإبادة اليهودية». وقد اعلنت الامم المتحدة قبل خمسة اعوام 26 كانون الثاني من كل عام يوما عالميا للإبادة اليهودية. وتركيا من بين الدول الـ109 التي وقعت على هذا الاعلان. وتحيي الطائفة اليهودية في تركيا والتي يقدر عددها بحوالى 20 إلى 25 ألفا، هذا اليوم كل عام لكن في شهر نيسان تبعا لروزنامتها الدينية الخاصة باليهود. اما الخارجية التركية فكانت تكتفي بإصدار بيان في هذه المناسبة. هذا العام الوضع مختلف. فاجأت وزارة الخارجية التركية الحاخامية بكتاب تسأل فيه عما اذا كانت الحاخامية ستحيي المناسبة هذا العام في 27 كانون الثاني ام لا. بل أضاف الكتاب انه اذا تقرر احياء المناسبة فوزارة الخارجية ستشارك فيها. تفاجأت الحاخامية بالكتاب وسارعت الى الاعداد للمناسبة وتوزيع دعوات تضمنت ايضا عبارة «بمشاركة وزارة خارجيتنا». لم تقف الأمور عند هذا الحد اذ ظهرت معلومات عن امكانية مشاركة الوزارة على مستوى عال إما بمدير عام الخارجية او الوزير احمد داود اوغلو نفسه بعدما كان مقررا المشاركة بالسفير ارتان توزغير. الحاخامية ارادت استغلال المناسبة بتوزيع دعوات كثيرة الى القناصل والى رؤساء البلديات حيث سيحضر اليوم قرابة 250 مدعوا. وسيفتتح الاحتفال بمعرض وفيلم وثائقي وكلمات وينتهي يإشعال الشموع قبل ان يعزف التركي سيفيل اولوجان مقطوعات لباخ بكمان عمره مئة عام منقوش على جهته الخلفية نجمة داود ويعرف باسم «كمان كليزمير». في المقابل، وفي استراسبورغ رفض الرئيس التركي عبد الله غول في حوار مع الصحافيين المرافقين له قبول اتهام الارمن للأتراك بأنهم قاموا بإبادة لهم في العام 1915. وقال غول «لا يمكن قبول اننا قمنا في تاريخنا بإبادة. واذا كان يوجد من يقول بهذه المزاعم فإنني اوجه نداء واضحا جدا: تعالوا لنؤلف لجنة مشتركة. وليجتمع معا العلماء الذين يقولون بحدوث ابادة والذين لا يقولون بذلك. ولنفتح ارشيفاتنا المدنية والعسكرية. ولتعمل هذه اللجنة ونحن نقبل بما تنتهي اليه». ويحذّر غول من انه «اذا استمرينا في العيش في التاريخ فلن يبقى احد ينظر في وجه احد في اوروبا. ان الذي سنفعله هو هذا: ان ننظر معا الى المستقبل. بالطبع من الواجب التأسف على ما حصل لكن من الواجب ان نأمل ان تعيش شعوبنا بأخوة في اطار الصداقة والتضامن. لا أقبل اتهاماتكم. اذا كان من ادعاءات فتفضلوا واعملوا ولنر معا».