يجب على تركيا الا تشارك في قوات حفظ السلام الدولية في لبنان

كالفورنيا كورييه هاروت صاصونيان 3 آب 2006 قتل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مئات الأبرياء من رجال ونساء وأطفال، وجرح الآلاف غيرهم من كلا الطرفين ، على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية. وبينما يقع اللوم على الأطراف المحاربة بشكل أساس، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى وحيدة في العالم مسؤولة أيضاً في إراقة الدماء. إن الوضع المأساوي في الشرق الأوسط على شفى تأزم وتدهور بفضل المسؤولين في واشنطن الذين يملكون برنامج عمل آخر غير إحلال السلام في المنطقة. في 21 تموز أشار ديفيد إغناطيوس في مقالة نشرت في صحيفة “واشنطن بوست” أن إدارة بوش تعتزم نشر قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات في جنوب لبنان مؤلفة من تركيا ودول أخرى. وخلافاً لقوات حفظ السلام التقليدية التابعة للأمم المتحدة فإن هذه القوات ستكون “وحدة فرض السلام” قوية ومستعدة لمواجهة مقاتلي حزب الله أو أي جهة أخرى. إن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا التي تقاعست قواتها في العراق وأفغانستان وغير المرغوب بها في لبنان بسبب مواقفها المنحازة في الشرق الأوسط تبحث عن موتى آخرين بدلاً من جنودها. أشارت صحيفة “تركيش ديلي ميوز” التركية عن احد المحللين في واشنطن أن “إرسال قوات تركية الى لبنان ستكون عواقبه وخيمة وستكبد أخطاراً كبيرة خلال القيام بعمل للآخرين”. ومن جهة أخرى، بالرغم من الأخطار الواضحة في اتخاذ خطوة كهذه، فإن المسؤولين الأتراك متلهفين لإرسال الآلاف من قواتهم الى جنوب لبنان ليس لإحلال السلام بل لبسط تأثير دولتهم أبعد بكثير من حدودها. فالأتراك يعلمون أن البلدان المجاورة كانت تشكل قسماً من الامبراطورية العثمانية حتى قبل قرن من الزمن. ومن سوء حظ الأتراك ورفاقهم العسكريين في واشنطن فإن سكان هذه البلاد يتذكرون أيضاً تلك الامبراطورية السيئة السمعة، لكن ليس بمحبة. فقد ذاق الى جانب الأرمن، أجداد سكان لبنان من سوريين ولبنانيين وفلسطينيين وأكراد طعم العذاب والحرمان والمجازر التي لا توصف تحت نير السلطات العثمانية القمعية. والجدير بالاهتمام هو ظهور قوات تركية في بلد يتواجد فيه الأرمن بأعداد كبيرة، ينحدرون من الناجين من التهجير والمجازر التي تعرض لها مليون ونصف المليون أرمني خلال الإبادة التي جرت عام 1915 . وفي السبعينات والثمانينات قام الشبان الأرمن بعدد من الهجمات والعمليات ضد الدبلوماسيين الأتراك في لبنان وغيرها من الدول. لذلك، فهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها جلب آلاف الجنود الأتراك بقرب جالية أرمنية كبيرة العدد منذ عام 1915، مما يخلق احتمالات لمواجهات دامية. وفي حين تسعى إدارة بوش الى عملية إيجاد حلول للنزاع القائم إلا أنها تزرع بذور مواجهات مستقبلية جديدة . إضافة الى ذلك، فإن غالبية العرب لا يرحبون بالتحالف الاستراتيجي الاسرائيلي-التركي . فتلك الدولتان تقومان مع الولايات المتحدة الأمريكية بعمليات عسكرية تدريبية بشكل دوري. وهناك عنصر آخر يساعد على تصعيد الأزمة وهو أن الجنود الأتراك وسكان لبنان الجنوبي يتبعون مذهبين إسلاميين منافسين. الأتراك هم من السنة أما مقاتلو حزب الله وأتباعهم فهم من الشيعة. من حسن الحظ أن الجميع ليسوا متشوقين مثل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لإرسال قوات عسكرية تركية الى جنوب لبنان. هناك عدد من القادة المعارضين أبدوا موقفهم بأنه يجب على تركيا ألا تدخل “ذلك المستنقع”. من المحتمل أن تكون الحدود اللبنانية –الاسرائيلية بحاجة الى قوات دولية لحفظ السلام، لكن هل يفترض على الأتراك المشاركة فيها؟ هناك دول عديدة يمكنها إرسال القوات الى لبنان دون خطر المواجهة مع سكان المنطقة. إن كانت الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل مغرمة بالجنود الأتراك فيمكن نشرها في اسرائيل عوضاً عن نشرها على الحدود من الجانب اللبناني. ولطالما أنه يوجد بعض الأرمن في الحكومة اللبنانية وبرلمانها فيتوجب عليهم الطلب من الحكومة أن ترفض مشاركة تركيا في القوات المزمع إرسالها. فتلك القوات لا ترسل إلا بعد موافقة السلطات اللبنانية. فعندما عرضت تركيا للحكومة العراقية استعدادها بإرسال قوات تركية، ورغم التعرض لضغوطات واشنطن، رفضت الاقتراح لتفادي المواجهات بين الجنود الأتراك والأكراد العراقيين. ببساطة إنه أمر غير مقبول في أن يقوم المحافظين الجدد في واشنطن، ومن أجل متابعة برنامجهم السياسي، بتشجيع إرسال قوات تركية الى لبنان. فيجب على المجتمع الدولي ألا يسمح باتخاذ هذه الخطوة غير المسؤولة، لكي لا يخلد النزاع في الشرق الأوسط بدلاً من إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

صلوخ يلتقي الرئيس الأرميني والكاثوليكوس كراكين الثاني

تركيا تجمد علاقاتها العسكرية مع فرنسا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تقرير طلعت باشا حول الإبادة الجماعية الأرمنية

أرشيف