(8 شباط/فبراير2012-khabarARMANI):كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث النقاب عن تفاصيل مخطط استيطاني كبير تنوي السلطات الاسرائيلية تنفيذه على ارض تابعة لدير الارمن في القدس تصل مساحتها الى 4 دونمات ، في وقت قالت فيه ان هذه السلطات سرعت من حفر الأنفاق وتوسيع رقعة الحفريات في مغارة الكتان ، الواقعة ما بين بابي العامود والساهرة على حدود السور الشمالي للبلدة القديمة بالقدس. واوضحت مؤسسة الأقصى أنّ المخطط المنوي تنفيذه على اراضي دير الارمن يأتي ضمن مخطط تهويدي شامل لتغيير الملامح الإسلامية والمسيحية في حارة الشرف في البلدة القديمة بالقدس التي صادرها الاحتلال عام 1967 في القدس ويطلق عليها اليوم اسم ” الحي اليهودي” ، وهي الحارة الملاصقة لحي باب المغاربة ومنطقة حائط البراق في المسجد الاقصى المبارك. وقالت في تقرير موسع انه بحسب المعلومات المتوفرة لديها فإنّ المخطط ، الذي ستنفذه شركة تطوير الحي اليهودي في البلدة القديمة بالقدس ، سيشمل إقامة أبنية إسكانية وفندق ومراكز تجارية ومرافق عامة وموقف سيارات تحت الأرض يتسع لـ 600 سيارة ، بمساحة بناء تصل الى 18 الف مترا مربعا ، كما ويشمل حفر نفق أرضي يصل ما بين الموقف الذي سيتم إنشاؤه تحت الأرض ، وبين مدخل باب المغاربة ، الواقع في السور الجنوبي الغربي للبلدة القديمة بالقدس المحتلة ، واستحداث باب آخر تحت الأرض يسار باب المغاربة ، في حين سيكون الدخول للموقف الارضي المذكور عبر نفق أرضي سيحفر أسفل باب النبي داود، الواقع في السور الغربي الجنوبي للبلدة القديمة بالقدس المحتلة ، على ان يتم ربط هذه الانفاق بشبكة الأنفاق الممتدة أسفل وفي محيط المسجد الأقصى المبارك . وقالت مؤسسة الأقصى أن المخطط يندرج ضمن مخططات الاحتلال الاستيطانية الشاملة لمحيط المسجد الأقصى المبارك وعلى وجه الخصوص منطقة حائط البراق ، ويشمل تنفيذ أعمال حفريات ومصادرة أراضٍ للمقدسيين في اطار سعى الاحتلال إلى تدمير كلّ الآثار والمعالم الإسلامية والمسيحية في المنطقة المذكورة ، وتغيير الواجهة الغربية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك من جهة حائط البراق وبلدة سلوان. واضافت: كما سيوفر المخطط مساكن استيطانية ومخطط مواصلات مريح لاستيعاب وجلب ملايين السياح الاجانب والمستوطنين لمنطقة البراق والقدس القديمة ، في حين يضيّق بكل السبل والوسائل على الانسان المقدسي في المدينة المقدسة. واكدت مؤسسة الأقصى على أنّ المخطط خطير وله تداعياته على المسجد الأقصى المبارك والمنطقة المحيطة به ويؤثر سلبا على سور البلدة القديمة، وأضافت:” يريد الاحتلال من هذا المخطط استحداث أبنية على الطراز المعماري الحديث تتمتاز بعلوها ، وذلك في محاولة لطمس المعالم والطابع المعماري الاسلامي والعربي في مدينة القدس، ومحاولة للتأثير على بروز المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة كأبرز المعالم في مدينة القدس المحتلة ، كما ويعتبر المخطط المذكور احد الخطوات العملية لتوسيع الحيّز الاستيطاني اليهودي في البلدة القديمة بالقدس خاصة بجوار الاقصى المبارك” . وكانت البلدية أعلنت قبل ايام عن مخطط بناء جديد تحت مسمى “مركز تجاري وموقف خاص” على أراضٍ تابعة لدير الأرمن في البلدة القديمة في القدس المحتلة، حيث منعت قوات الاحتلال سكان حارة الأرمن من استخدام الموقف القديم الذي تعود أرضه لدير الأرمن. وقال سكان دير الأرمن “إنهم تظاهروا يوم الخميس الماضي ضد قرار إغلاق الموقف ومنعهم من إيقاف سيارتهم فيه، وأن شرطة الاحتلال منعتهم وفرقتهم بالقوة”. وأكد السكان على أن “الأرض تعود للدير وتبلغ مساحتها نحو أربعة دونمات”، مشيرين إلى أن “الموقف والعمارة تقعان مقابل مسجد الديسي، وقد فاجأتهم لجنة الحي اليهودي في البلدية، بأن فرضت عليهم دفع مبلغ ٢٠٠ شيقل رسوم الوقوف في الموقف، ثم منعتهم من الوقوف بصورة نهائية”. من جهة ثانية فقد قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن سلطة الآثار الإسرائيلية تواصل حفر الأنفاق وتوسيع رقعة الحفريات في مغارة الكتان ، الواقعة ما بين بابي العامود والساهرة على حدود السور الشمالي للبلدة القديمة بالقدس ، تحت أسوار والبيوت الفلسطينية في البلدة القديمة بالقدس ، كما وتواصل السلطات الاسرائيلية تنفيذ أعمال إنشائية لتهويد كامل مغارة الكتان . وذكرت أن السلطات الاسرائيلية تسعى الى ربط مغارة الكتان مع شبكة الأنفاق التي يحفرها وما زال يحفرها أسفل وفي محيط المسجد الاقصى المبارك ، مشيرة الى ان أعمال حفر تتسع طولاً وعرضاً وعمقاً في مغارة الكتان ، على اتجاهين ، الاتجاه الاول نحو الجنوب ، أي باتجاه المسجد الأقصى ، حيث يخطط الاحتلال لربط مغارة الكتان وأنفاقها مع النفق اليبوسي عند مخرجه أسفل المسجد الأقصى في منطقة المدرسة العمرية في جهة الجدار الشمالي للمسجد الأقصى المبارك ، والذي يسميه الاحتلال نفق “هحشمونائيم” ، أما الاتجاه الثاني فباتجاه المنطقة القريبة من باب الساهرة، أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس ، حيث قام الاحتلال بتوسيع الحفر في جوف المغارة وإزالة الصخور ، ومن ثم تركيب دعامات حديدية ضخمة ترافقت مع صب اسمنت مقوى ، وذلك بهدف فتح بوابة أخرى للمغارة. وقالت مؤسسة الأقصى ان أعمال إنشائية تتواصل في المغارة ، واستحداث أرصفة وطرق في عمق المغارة ، تترافق بنصب لافتات عبرية حول المغارة التي تسميها السلطات الاسرائيلية ” مغارة تصدقياهو ” ، في الوقت نفسه بدء الاحتلال بتنظيم حفلات تلمودية في الموقع كجزء من مخططه لتهويد مغارة الكتان.