موقع ” آزاد هاي” ( دبي ) 30 نيسان 2006 تعتبر الكويت واحدة من البلدان العربية الأكثر انفتاحاً من حيث حرية الصحافة، ويمارس الصحفيون الرقابة الذاتية ويتحاشون السياسات الرسمية غير المرغوبة. ومع ذلك، يوجد في الكويت إعلام حي. فعندما تقدم المطران كورون بابيان رئيس المطرانية الأرمنية الى الاعلام الكويتي عبر مؤتمر صحفي في 24 نيسان 2006 كانت النتيجة المباشرة نشر سلسلة من المقالات والتقارير حول الإبادة الأرمنية في اليوم التالي، حيث شكلت نوعاً من المفاجأة للقارئ العادي. فقد وقعت الصحفية ليلى الصراف على المقالة التالية في جريدة ” القبس ” (في 25 نيسان): صلاة مطران الأرمن الأرثوذكس كورين بابيان: “إن حصار تركيا لأرمينيا هو ضد الانسانية”. حيث قال رأس الكنيسة الأرمنية د. كورين بابيان إن العالم بأكمله يجب أن يعترف بالإبادة الأرمنية التي اقترفت على يد الأترك قبل 91 عاماً. وقد وصف الابادة كونها جريمة ضد الانسانية جمعاء، وليست فقط ضد الأرمن. وخلال مؤتمر صحفي عقد بمناسبة الذكرى السنوية للإبادة الأرمنية أكد المطران أن الأرمن طلبوا من العالم ومن الحكومة التركية إدانة الإبادة والاعتراف بها. وأضاف “إن الحكومة التركية فخورة بجرائم الحرب التي اقترفتها، فهي تقوم بتشييد تماثيل لهؤلاء المجرمين في مختلف المدن التركية. هل من العدل أن يتم تقدير المجرمين وتجريد المضطهد؟ فالدين المسيحي يحثنا على التسامح ولكن على المخطئ أن يعترف بخطيئته. والحكومة التركية لم تعترف بحجم وضخامة الخطأ الذي ارتكبته باقترافها الابادة ” . وطالب المطران الاعتراف بالابادة وحق التعويض. كما طالب بإقامة علاقات طيبة مع الحكومة التركية ورفع الحصار المفروض على أرمينيا الذي يعتبر جريمة ضد الانسانية. ومن جهة أخرى، أوضح رئيس اتحاد الشبيبة الأرمن أنهم في المدرسة يعلمون أولادهم المطالبة بحقوق الأرمن دون أن يرشدونهم الى الكراهية. لقد مضى 91 عاماً دون أن تعترف الحكومة التركية بالإبادة مع أن أكثر من 200 مؤسسة سياسية وقانونية وحكومة قد قامت بالاعتراف. وفي نهاية المقابلة قام المطران ويساعده أعضاء الكنيسة بالصلاة على أرواح شهداء الإبادة الأرمنية. الى جانب “القبس” غطت صحف كويتية أخرى المؤتمر الصحفي. وقد أشار أسامة أبو الخير من جريدة ” الرأي العام ” الى إعلان شريف مكة عام 1917 حيث يطلب فيه من القبائل العربية حماية الأرمن والمحافظة عليهم. وأوضح الصحفي أبو الخير أن الأرمن طالبوا الحكومة التركية الاعتراف بالابادة الأرمنية والتعويض، كما فعل الألمان باليهود التي اقترفها النازيون. ويطالب الأرمن أيضاً فتح الحدود وإعادة العلاقات الأرمنية – التركية الى طبيعتها ورفع الحصار غير الانساني. أما الصحفية بشرى محمد فقد كتبت في جريدة “الأنباء” حول العرفان الذي يكنه الأرمن للحكومة الكويتية وسياسة التسامح والتعايش السلمي بين الأمم. فالتسامح الديني والثقافي في الكويت يسمح للأرمن بالعيش حياة مزدهرة. أما الصحفية ريما البغدادي اقتبست في جريدة “السياسة” من أقوال المطران بابيان حديثه عن الأرمن الناجين من الابادة وهم البراهين على حقيقة الابادة ونتائجها السلبية والمأساوية. فلدى كل عائلة أرمنية قصة تتعلق بالابادة. فكل واحد منهم فقد شخصاً من عائلته، وقد تم نفي أكثر من مليون ونصف المليون أرمني. وفي عام 1939 صرح هتلر بجملته المشهورة :” من يتذكر اليوم نفي الأرمن؟”