(اتشرين الاول/اوكتوبر2011-المستقبل):وجه كاثوليكوس الأرمن الأرثوذوكس لبيت كيليكيا آرام الأول كشيشيان امس، كتاباً الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، مشدداً على ان “الشعب الأرمني لن يكف عن المطالبة بالعدالة من تركيا بشأن الإبادة الأرمنية، كما لن يكف عن المطالبة باستعادة حقوقه الانسانية”. ورأى ان “ادعاءكم الحرص على حقوق الانسان والعدالة لن يكتسب المصداقية الا بعد أن تعترفوا بالإبادة الأرمنية”. وقال في الكتاب الذي كتب بالانكليزية وسُلم الى سفارة تركيا في لبنان: “علمنا من الصحافة قرار حكومتكم بإعادة الممتلكات المصادرة من الأقليات الدينية في تركيا منذ عام 1936. لا شك أن القرار المذكور يعتبر خطوة ردا على التطورات الحاصلة في المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان في الآونة الأخيرة من جهة، ومن جهة أخرى إزاء مناقشات الكونغرس الأميركي بخصوص الضغوطات التركية حيال الأقليات المسيحية”. اضاف: “نحن كرئيس روحي وقانوني لكاثوليكوسية الأرمن الأرثوذوكس لبيت كيليكيا التي اقتلعت من مقرها التاريخي واستقرت في لبنان، وكذلك كممثل لأبناء الكنيسة الأرمنية المهجرة من تركيا والمنتشرة في أرجاء العالم، نعتبر قرار حكومتكم بتاريخ 27 آب 2011 جزئيا وغير عادل”، موضحاً ان “كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذوكس لبيت كيليكيا لا تزال تحتفظ بصكوك الملكية للعديد من الكنائس والمستشفيات ومآو للعجزة والمياتم والمقابر وممتلكات أخرى تابعة للكنيسة تم الاستيلاء عليها من السلطات التركية أيام الإبادة الأرمنية عام 1915”. وتابع: “كذلك الامر بالنسبة الى أبناء الشعب الارمني، الذين لا يزالون يحتفظون بصكوك ملكيتهم للبيوت والمتاجر والمؤسسات والممتلكات التي ورثوها من أجدادهم الذين راحوا ضحية الإبادة المخططة والمنفذة من الحكومة التركية العثمانية. ربما يمكن للقرار الذي اتخذته حكومتكم أن يعتبر متوافقا مع معايير الاتحاد الأوروبي، ولكن لا يمكن اعتبار ذاك القرار إجراء يتوخى العدالة وإحقاق الحق”. واردف:” السيد رئيس الوزراء، إن الخطوات المتخذة من أجل العدالة، عندما تكون مجتزأة، فهي في الحقيقة تتنكر للتاريخ وللمبادئ والقيم الديموقراطية. إن المؤسسات الدولية مثل المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان والبرلمان والهيئات البرلمانية هي التي تحفظ المبادئ والقيم الديموقراطية وتنفذها، أما ضميرها فهو الشعب. إن فريدوف نانسين، المفوض الأعلى لعصبة الأمم والحائز جائزة نوبل للسلام لعام 1928، أكد في كتابه الشهير (أرمينيا والشرق الأدنى) أن “الشعب الأرمني لم يفقد الامل أبدا، فقد استمر في العمل والانتظار بشجاعة. وما زال ينتظر”. زختم: “أود أن أضيف أن الشعب الأرمني لن يكف عن المطالبة بالعدالة من تركيا بشأن الإبادة الأرمنية، كما لن يكف عن المطالبة باستعادة حقوقه الانسانية. السيد رئيس الوزراء، إن ادعاءكم الحرص على حقوق الانسان والعدالة لن يكتسب المصداقية الا بعد أن تعترفوا بالإبادة الأرمنية