(19 ايار/مايو 2012-khabarARMANI):متحف هيل ومكتبة المخطوطات التابع لجامعة القديس جون أكملا العمل على مشروع الأرشفة الرقمية وحفظ المخطوطات الخاصة بالشرق الأوسط وخاصة سوريا خوفا من إندثار هذه المخطوطات الثمينة في ظل الأحداث التي تشهدها البلاد، هذا ما جاء على موقع “www.sctimes.com”. وأكد القس كولومبا ستيوارت المدير التنفيذي للمكتبة: “مشروعنا الأخير كان في سوريا حيث أنجزنا سلسلة من المشاريع – ستة منهم من داخل سوريا – ومن مناطق مختلفة”. وقد أفاد الموقع عن نجاح مختصون بتقنية الـ HMML من حلب على أرشفة وأتمتة 225 مخطوطة أرمنية تعود إلى الأبرشية الأرثوذكسية الأرمنية في حلب، حيث يشكل الأرمن جزء رئيسي من مجموع السكان. ووفقال للقس ستيوارت فقد “بدأ العمل على هذا المشروع الخاص بأرشفة المخطوطات الأرمنية في حلب قبل إندلاع الأحداث في سوريا العام الماضي وتم الإنتهاء منها قبل تردي الأوضاع في حلب التي اعتدنا عليها الهدوء حتى وقت قريب من الآن”. يذكر أن الوجود الأرمني في حلب السورية يعود إلى عصور قديمة حين كانت المدينة مركزا بارزا للتجار على طريق الحرير. وفي القرن العشرون لجأ إليها العديد من الأرمن هربا من الفظاعات التي تعرضوا لها على أيدي السلطات العثمانية فيما بات يعرف بـ الإبادة الجماعية الأرمنية وأصبحت سوريا بشكل عام ومدينة حلب بشكل خاص موطنا لهؤلاء الأرمن الذي احتضنهم السوريون وتقاسموا معهم المأكل والملبس والملجأ. وأكد القس ستيوارت أيضا أن المشروع سيشمل قريبا المخطوطات الإسلامية نظرا لأهميتها. هذا وكان القائمون على المشروع هذا قد أنجزوا أرشفة وأتمتة مجموعة مؤلفة من 2150 مخطوطة تعود إلى عدد من الطوائف المسيحية في سوريا ومنها اليونانية والسريانية. وبحسب القائمون على المشروع فإن عدد من هذه المخطوطات تصور الفظاعات التي تعرضت لها هذه الطوائف في القرون السابقة. وفيما يخص المخطوطات الأرمنية فقد أكد المسؤول عنهم ضمن هذا المشروع السيد آدم ماكوليوم أن مجموع هذه المخطوطات قد تم تصويرها وحفظها على أقراص صلبة وأرسلت بريديا إلى إدارة المشروع. كما سيتم الإحتفاظ بنسخة من كل مخطوط مع الأسقف شاهان ساركيسيان من الأبرشية الأرمنية في حلب. كما سيتم حفظ نسخة أخرى في مكان آخر خاص جدا وسري وآمن. وأضاف السيد ماكوليوم: “حتى الآن تعتبر الأماكن التي تضم مخطوطات تاريخية ثمينة خاصة بمختلف الطوائف والمكونات تعتبر مناطق آمنة ولم تتعرض لأي أضرار أو تخريب. لكن يبقى الخوف من المستقبل خاصة في ظل ما تشهده دول عديدة من الشرق الأوسط من أوضاع غير مستقرة حاليا”.