(22ك2/يناير2007 – وكالات، CNN، BBC، الجزيرة نت) : اعترف شاب تركي يدعى اوغون ساماست (مابين 16 و17 سنة ) بقتل الصحافي التركي الارمني الشهير هرانت دينك ، بعد يومين من اغتياله في وضح النهار امام مكاتب صحيفة “اغوس” التي تصدر باللغتين الارمنية والتركية والتي يعمل فيها رئيسا للتحرير،في جريمةهزت تركياواثارت تساؤلات حول الجهات التي تقف وراءها.واعتقلت الشرطة المشتبه فيه في مدينة سامسون على البحر الاسود ليل السبت بعد اخبار من والده عقب بث صوره على شاشات التلفزيون التركي . وكشف كبير المدعين العامين الاتراك في مدينة سامسون احمد جوكجينار ان المراهق اعترف بقتل دينك خلال الاستجواب الاولي في المدينة . وكانت الشرطة التركية قد اوقفت ستة اشخاص اخرين في طرابزون متهمين بالتورط في عملية الاغتيال ونقلوا جميعا الى اسطنبول .وبين المعتقلين ياسين هايال الذي امضى 11 شهرا في السجن لتورطه في تفجير عبوة ناسفة استهدفت مطعم ” ماكدونالدز” عام 2004.وتعتقد الشرطة انه ربما حرض على الجريمة . وكان هرانت دينك صاحب مجاة ” اغوس ” قد اغتيل يوم الجمعة الماضي امام مكتبه في حي عثمان بيه وسط مدينة اسطنبول . وتعرض دينك لاربع طلقات نارية في الرأس والرقبة اودت بحياته . وافاد شهود ان شابا في 18-19 من العمر اقترب من دينك واطلق النار عليه من مسافة قصيرة. وحوكم هرانت دينك مرات عديدة لرفعه صوته في موضوع الابادة الارمنية التي تعرض لها الارمن في العام 1915 على يد العثمانيين الاتراك. وحكم عليه في تشرين الاول/اكتوبر 2005 بالسجن ستة شهور مع وقف التنفيذ بتهمة الاساءة الى القومية التركية بسبب كتاباته عن الابادة الارمنية. وتلقى دينك تهديدات من القوميين الاتراك الذين يعتبرونه خائنا.وفي عموده الاخير في “اغوس” ، ابدى استياءه لانه بات مشهورا كعدو للاتراك واشار الى تهديدات تلقاها. واضاف انه لم يتلق اي حماية من السلطات على رغم شكاويه، وكتب ” ان ذاكرة كومبيوتري معبأة بجمل ملأى بالكراهية والتهديدات… انا كطير حمام فحسب..انظر من حولي ذات اليسار وذات اليمين امامي وخلفي كثيرا كما يفعل رأس يتحرك دائما كرأس الحمام “. وكان دينك ادلى في ايلول الماضي بتصريحات كلفته ملاحقات جديدة . وكان يواجه السجن ثلاث سنوات . وسئل عن المجازر التي ارتكبت في حق الارمن في الاناضول خلال الحرب العالمية الاولى ، فأجاب: ” اقول طبعا انها ابادة ، لان النتيجة تثبت ماحصل وتسميه بالاسم . يمكنكم ان تروا ان شعبا اقام على هذه الارض طوال 4 آلاف سنة قد اختفى” . واسف دينك للحكم ، مؤكدا انه لم يقصد يوماالاساءةالى البلاد وجنسيته،وانه يعتبر نفسه “جسرا” بين الشعبين التركي والارميني،ولكنه اعلن انه في حال تثبيت محكمة الاستئناف قرار الادانة سيرحل عن تركيا ” لاستحالة العيش فيها” . وتجمع 5 آلاف من ارمن تركيا بعد مقتل دينك في ساحة تقسيم في اسطنبول حاملين صور للصحفي القتيل كتب عليها بالتركية والارمنية والانكليزية ” يااخي العزيز”. وردد عدد من افراد الجالية امام مقر الصحيفة ” كلنا ارمن ،كلنا دينك “.وفي انقرة تجمع كذلك مئات الارمن احتجاجا على عملية الاغتيال . ادانة دانت ارمينيا بشدة مقتل الصحفي التركي الارمني هرانت دينك.وقال الرئيس الارميني روبرت كوتشاريان”ان مقتل الصحفي الارمني المعروف في تركيا يثير علامات استفهام كثيرة ويستحق الادانة الشديدة،ونأمل ان تفعل السلطات التركية كل مابوسعها من اجل ان تجد وتعاقب الجاني وفقا للقانون” . وقال رئيس البرلمان الارميني ان الاغتيال يثبت ان تركيا يجب ان لاتحلم بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي . وعبر وزير الخارجية الارميني فارتان اوسكانيان في بيان عن ” صدمته العميقة ” ودعا تركيا الى الاسراع في كشف الفاعلين .وردان بطريرك الارمن في تركيا الجريمة واعلن الحداد بين ابناء طائفته لمدة 15 يوما . كما دان الاغتيال كاثوليكوس الارمن لكرسي كيليكيا ارام الاول. كما دانت عملية الاغتيال منظمات ارمنية عديدة في ارمينياوالمهجر ،اضافة الى احزاب ارمنية ولجان الدفاع عن القضية الارمنية في كل من الولايات المتحدة واوروبا ودول الشرق الاوسط . ردود فعل دولية وفي ردود الفعل الدولية ادان الرئيس الفرنسي جاك شيراك مقتل دينك ووصفه بالعمل الشنيع ، وقام بارسال برقية تعزية الى ارملة دينك . وعبر المفوض المكلف توسيع الاتحاد الاوروبي اولي رين عن ” الصدمة والحزن ” لاغتيال دينك . وفي واشنطن وصف نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية اغتيال الصحفي التركي بالحدث المأساوي الذي يثير قلق واشنطن . تركيا جريمة الاغتيال كانت قد دفعت رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى قطع اجتماعه مع وزراء حكومته في انقرة ، وعقد مؤتمرا صحافيا ندد فيه بالقاتل والمسؤول عن الحادث . منظمة العفو الدولية وفي احدث تقرير لمنظمة العفو الدولية عام 2006 ، قالت المنظمة ان تركيا شهدت خلال العام الماضي ” مجموعة كبيرة من القوانين التي تتضمن قيودا جوهرية على الحق في حرية التعبير ، وهو الامر الذي اسفر عن محاكمة اشخاص بسبب تعبيرهم السلمي عن اراء في كثير من جوانب الحياة العامة” . وتابع التقرير: ” وفي حزيران/يونيو 2006، وضعت المادة 301 ، بشأن اهانة الهوية التركية والجمهورية واسس ومؤسسات الدولة، لتحل محل المادة 159 و301 بشكل تعسفي لاستهداف عدد كبير من الاراء المنتقدة، حيث حوكم صحفيون وكتاب وناشرون ودعاة لحقوق الانسان واساتذة جامعيون بموجب هذا القانون”. وقالت المنظمة انه ” تقرر تأجيل مؤتمر اكاديمي دولي عن المفاهيم المتعلقة بالمصير التاريخي للارمن في الفترة الاخيرة من عهد الدولة العثمانية، وكان مقررا عقده في ايار/مايو 2006، في جامعة البوسفور في اسطنبول . وجاء التأجيل عقب تعليقات ادلى بها وزير العدل جميل تشيشيك ، واثارت شكوكا جوهرية في مقولة الحرية الاكاديمية،وذلك بتصوير كبادرة عقدالمؤتمر باعتبارها خيانة” . وتأتي جريمة اغتيال هرانت دينك ، في وقت تزداد فيه آمال اللوبي الارمني في الولايات المتحدة ، باقناع الغالبية الديمقراطية في الكونغرس باقرار مشروع قانون للاعتراف بالابادة الارمنية .