(ك2/ يناير 2007 – اسطنبول ):شارك ما لا يقل عن مئة الف من الاتراك والارمن والاكراد واليهود والاشوريين في مراسم تشييع جنازة الصحافي الارمني التركي هرانت دينك ، في ظاهرة لم تشهد مثلها تركيا منذ سنوات طويلة . ومنذ الصباح الباكر تجمع المشيعون الذين حملوا لافتات كتب فيها بالتركية والارمنية : ” كلنا هرانت دينك ” و”كلنا ارمن ” امام مكاتب صحيفة ” آغوس ” حيث قتل دينك بأربعة رصاصات في وضح النهار الجمعة الماضي. واطلقت الحمائم البيضاء في الهواء فيما عزفت موسيقى حزينة . واغلقت معظم اجزاء وسط المدينة في اسطنبول. وفي ما بدا واحدة من اكبر الجنازات تشهدها اسطنبول ، مشى اكثر من مئة الف في حراسة مشددة خلف عربة الموتى السوداء التي تقل النعش وهي تشق طربقها عبر اسطنبول الى كنيسة مريم العذراء الارمنية . وحضر الجنازة نائب رئيس الوزراءالتركي محمد علي شاهين ووزير الداخلية عبد القدير اقصو ونائب وزير الخارجية الارميني ارمام كيراكوسان وسفير الولايات المتحدة الاميركية في تركيا وشخصيات سياسية واجتماعية ودينية تركية وارمنية . وانضم الى الجنازة مفكرون ومثقفون اتراك من اصدقاء دينك. ووجهت وزارة الخارجية التركية دعوات الى مسؤولين ارمن من ارمينيا والمهجر الارمني للمشاركة في الجنازة. وكانت عائلة الصحافي قد طلبت عدم تحويل الجنازة احتجاجا ، وقالت ارملته :” نودع شقيقنا بمسيرة صامتة دون شعارات ومن غير ان نسأل كيف تحول طفل الى قاتل ” . ورفع بعض المشيعين قبضاتهم وهتفوا: ” جنبا الى جنب ضد الفاشية “، و” القاتل 301″، في اشارة الى القانون التركي الذي يقيد الحريات . وحوكم دينك مثل عشرات المفكرين الاتراك على آرائه المتعلقة بالابادة الارمنية التي تعرضوا لها في عهد السلطنة العثمانية عام 1915 ، ولاتزال تركيا تنكر ارتكابها هذه الواقعة التاريخية. وتنشط لجان الدفاع عن القضية الارمنية في العالم من اجل اجبار تركيا على الاعتراف بارتكابها هذه الجريمة الانسانية . وفي الكنيسة اكد بطريرك الارمن في تركيا مسروب موتافيان في عظة باللغتين الارمنية والتركية على اهمية الرسالة الانسانية التي ناضل من اجلها دينك وهي الاخاء الارمني- التركي . ويعيش في تركيا حاليا ما يقارب ال60 الف ارمني . وكان دينك قد اغتيل الجمعة الماضي امام مكاتب صحيفة ” اغوس” التي تصدر باللغتين الارمنية والتركية على يد شاب تركي يدعى ساماست اوغون ( 17 عاما ) . وقد القت السلطات التركية القبض على المتهم الذي اعترف بارتكابه الجريمة . وهزت جريمة اغتيال دينك مشاعر الارمن في ارمينيا والعالم . فقد قامت مسيرة ضخمة في ارمينيا سار في فيها مواطنون من امام ساحة الاوبرا في العاصمة يريفان الى النصب التذكاري لشهداء الابادة الارمنية في زيزيرناغابيرد. بينما اقيمت الصلوات والمسيرات المنددة للجريمة في بلدان عديدة حيث التواجد الارمني .