الأرمن أحيوا ذكرى مئات من الأطفال عُثر على رفاتهم في مقبرة جماعية في عينطورة

(24ايلول/سبتمبر2010-بيروت-الديار):لم يعد 24 نيسان التاريخ الوحيد الذي يستذكر فيه الارمن في لبنان والعالم ضحايا الابادة التي طاولت اعدادا كبيرة من شعبهم، بل ان تاريخ 22 ايلول سيضاف الى التواريخ السوداء في مسيرة الشعب الارمني. فبعد ان تم اكتشاف مقبرة جماعية للاطفال الارمن خلف كنيسة دير مار يوسف في عينطورة – كسروان اتضح انها تعود الى بقايا اطفال عاشوا في ميتم انشأته الدولة العثمانية في مدرسة مار يوسف في عينطورة، في اطار حملة التتريك التي اشرف عليها جمال باشا الذي زار المدرسة في حينها، احيا الارمن في لبنان هذه المناسبة باحتفال في مدرسة مار يوسف في عينطورة نظمته جوقة وسمفونية كوهار الارمنية العالمية التي حضر اعضاؤها خصيصا الى لبنان. بداية كلمة ترحيبية لسيبوه ميخجيان، اشار فيها الى ان الابادة الجماعية للشعب الارمني لم تكن الوجه الوحيد لما ارتكبته الدولة العثمانية من فظائع في حق هذا الشعب، معتبرا ان قصة مدرسة عينطورة ليست سوى عينة واحدة من عذابات الشعب الارمني. ثم رفع الستار عن الموقع الذي دفنت فيه عظام الاطفال الذين تم العثور عليهم اثناء اشغال توسيع المدرسة فنقلوا الى جوارمدافن الاباء القيمين في الرهبانية اللعازارية التي تتولى ادارة المدرسة. كما رفع الستار عن نصب تذكاري ضخم نحت عليه علم المملكة الارمنية في كيليكيا. وتليت صلاة لراحة انفس الشهداء الاطفال بمشاركة لفيف من الكهنة يمثلون الطوائف الارمنية الثلاث، القى بعدها القى 3 اطفال وشاب يمثلون اكثر من جيل، شهادات باللغات الارمنية والانكليزية والفرنسية تضمنت وعدا بعدم نسيان ذكرى الاطفال. والقى رئيس دير مار يوسف عينطورة الاب انطوان نكد كلمة اشاد فيها باحياء ذكرى اطفال عانوا وماتوا من دون ان يعرفوا كيف ولماذا؟ وكانت كلمة لقائد جوقة وسمفونية كوهار الارمنية العالمية سيبوه ابكاريان تحدث فيها عن اهمية هذه المناسبة وحرص الفرقة التي جالت على الكثير من دول العالم، ومنها تركيا، على المشاركة فيها لما ستشكله من حضور في الوجدان الارمني. وروى الباحث ميساك كيليشيان في كلمته كيفية اكتشاف ميتم للاطفال الارمن في عينطورة عانى فيه هؤلاء من التعذيب ومن التتريك الاجباري ومن مخالفة الشرعة العالمية لحقوق الانسان، واكد ان موقع النصب والمقبرة سيكون، منذ الان، محجة للارمن من مختلف ارجاء العالم وشاهدا على ما عاناه هذا لشعب من مآس، خصوصا الاطفال منه. كما كانت كلمات معبرة للمونسنيور ناريك اليميزيان والاب ناريك لويسيان والقس هراري شولاكيان. واختتم الحفل باضاءة شموع عند النصب التذكاري واطلاق حمام السلام، على وقع اناشيد دينية لجوقة كوهار.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *