د. صقر ابو فخر * “القضية الارمنية في الفكر اللبناني” بيروت – 2000 دشن الرئيس بيل كلينتون في 11/7/2000 قمة الفرصة الأخيرة “في كامب دايفيد بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك. وكان من الممكن أن تمنح هذه القمة القيادة الفلسطينية فرصة التخلي عن الإرث السلبي لإتفاق أوسلو فتعلن، بلسان عربي فصيح، أن ما جرى التنازل عنه في إتفاق أوسلو إنما هو تنازل عابر لقاء مكتسبات جزئية، والآن حانت ساعة الحقيقة، أي التشبث بالثوابت الفلسطينية المعروفة: القدس والدولة الفلسطينية المستقلة وحق العودة. غير أن ميل بعض أطراف السلطة الفلسطينية إلى المساومة والتسويات والمقايضة يجعل هذا الإحتمال بعيد التحقيق. وتوحي المعلومات المتسربة من كامب دايفيد بأن المؤتمرين في تلك المزرعة شرعوا في الإقتراع على أحياء القدس، وراحوا يقتسمون الشوارع والحارات والزواريب ولسان حالهم يقول: “هذا لكم وهذا لنا، نحن هنا وأنتم هناك”. وتكاد الريبة تتلاشى حينما يكشف بعض المتفاوضين معلوما عن أن الجانب الفلسطيني يميل إلى التخلي لإسرائيل عن الحي الأرمني وعن الحي اليهودي معا، لقاء تمكين السلطةالفلسطينية من بقية الأحياء في القدس القديمة. ثمة من لا يعلم البتة أن في القدس حيا أرمنيا قديما، وجالية أرمنية راسخة الجذور. فما هي قصة الأرمن في فلسطين؟ وما هو الحي الأرمني في المدينة العتيقة؟ هاكم الحكاية: أولا: الأرمن في فلسطين حتى سنة 1948 يعود وجود الأرمن في فلسطين إلى القرن الرابع أو إلى القرن الخامس الميلادي. وثمة اعتقاد أن وجود الأرمن في القدس كجماعة لم ينقطع منذ ذلك الحين. وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن الوجود الأرمني في القدس أقدم من هذا التاريخ. ويكاد يصبح من الثابت القول أن الفرقة الرومانية العاشرة كانت مؤلفة كلها من الأرمن. وقد لعب الأرمن في العصر الروماني دور التجار والحرفيين، وبرعوا في المهن المشتقة من هذا الدور. وفي أي حال كان الأرمن من أوائل الحجاج الذين أسسوا الخانات ومراكز الضيافة في فلسطين لاستقبال الحجيج. ويذكر رادابت (غرابيت) أنسطانس الذي قاد إحدى قوافل الحج من أرمينيا إلى فلسطين في القرن السابع الميلادي في قائمة له أن الأرمن في القدس ومحيطها 70 ديرا. ولم يغفل الرحالة الأوروبيون والعرب أخبار الأرمن عندما دونوا تفصيلات رحلاتهم، فأشاروا إليهم وأوردوا أخبارهم وذكروا كنائسهم وأديرتهم. فالرحالة “لوران دارفيو” (1635 – 1702) يذكر في رحلته إلى فلسطين أن في غزة كنيسة للأرمن. ويورد الكونت “دوفولني” في رحلته سنة 1785 أن في يافا ديرا للأرمن الأرثوذكس، وأن في عكا كنيسة لهم. أما “ألفونسو دي لا مارتين” (1790 – 1869 ) فيذكر في رحلته المشهورة إلى الشام التي قام بها اواخر العام 1832 أن في يافا عدد من الأرمن. كان الأرمن في فلسطين الطائفة المسيحية الثالثة من حيث العدد والأهمية بعد الروم الأرثوذكس واللاتين. فالضريبة الجماعية المفروضة على سكان سنجق القدس من الأرمن سنة 1886 لقاء الإعفاء من الخدمة العسكرية في الجيوش العثمانية كانت قيمتها تعادل 260 دولارا بأسعار تلك الأيام. في حين كانت 1217 دولارا للأرثوذكس و826 دولارا للاتين و56 دولارا للأقباط و37 دولارا للبروتستانت و17 دولارا للكاثوليك. وهذا يعني أن عدد الأرمن كان أكثر من عدد الأقباط والكاثوليك والبروتستانت، وأقل من الأرثوذكس واللاتين. وعلى هذا الترتيب جرى تقسيم الإشراف على كنيسة المهد في بيت لحم سنة 1856، أي بعد حرب القرم المشهورة سنة 1853، بين اللاتين والأرثوذكس. وقد تنازعت هذه الطوائف الثلاث كثيرا في أمورها وشؤونها الدينية والمدنية، وكانت هذه المنازعات مادة للسجال والإختلاف. فيشير ميخائيل مكسي اسكندر القبطي إلى إحتراق كنيسة القيامة سنة 1808 فيقول: “ربما بسبب غيظ الأرمن من الفرمان الذي أصدره السلطان سليم الثالث سنة 1803 الذي خص فيه الروم بجزيل عطفه مما أشعر الأرمن بأنهم طائفة ليس لها نفس الحظوة التي للروم واللاتين، فراحوا يبحثون عن طريقة الإنتقام، فأحدثوا حريقا سنة 1808 إندلع من كنيستهم إلى أجزاء أخرى من كنيسة القيامة، وأغلقوا الأبواب في وجوه رهبان الروم واللاتين الذين هرعوا ليطفئوا النيران. وخاب أمل الأرمن بعدما رخص السلطان العثماني للروم بتعمير الكنيسة”. أما الرحالة الدمشقي نعمان القساطلي فيذكر في “الروضة النعمانية” أنه “في سنة 1870 إلتمس الأرمن من الباب العالي أن يعمروا هيكلا عند جبل الطور (قبة الصعود) ففازوا بإذن وعمروا. فقاومهم بطريرك الروم كيريللس واحتصل فرمانا جديدا جرى على أثره هدم ذلك الهيكل بحجة أن لا قسم خصوصيا لطائفة من الطوائف المسيحية في ذلك المحل”. ويضيف القساطلي أنه “في سنة 1875 جرى شر عظيم بين الروم والأرمن لأن الأرمن نحرت وقرأت الإنجيل قبل الروم يوم خميس الصعود، فاشتبك الشر بين الجهتين لأجل تلك القضية. فكنت ترى الرهبان في ملابسها الكهنوتية نازلة في حومة القتال مع بعضها”. ثانيا: الأرمن تحت الإحتلال الإسرائيلي تركز الوجود الأرمني في فلسطين في مدينة القدس بالتحديد لما لها من أهمية دينية وتاريخية وثقافية. وبطبيعة الحال كان ثمة إنتشار أرمني في المدن الفلسطينية الساحلية. وفي أثناء الحرب العربية – الإسرائيلية الأولى سنة 1948 احتمى الكثيرون من هؤلاء في مدينة عكا أولا، ولما ازداد الضغط العسكري وصار من الواضح أن اليهود على وشك السيطرة على مدينة عكا وعلى مدن الساحل الفلسطيني إلتجأ معظم الأرمن إلى مدينة القدس. وعندما وقعت الهدنة لم تتمكن أغلبية هؤلاء من العودة إلى أملاكهم، فتحولوا لاجئين في القدس. ثم وجد الكثير منهم طريقه إلى بيروت حيث هاجرت منهم أعداد كبيرة في الخمسينيات إلى الولايات المتحدة الأميركية. كان يقطن القدس سنة 1893، بحسب الإحصاء الذي نظمته الدول العثمانية وقتذاك، 847 أرمنيا. وكان في يافا، في الفترة نفسها، 92ارمنيا، فضلا عن أعداد غير محددة من الأرمن في بيت لحم والناصرة ويافا وعكا وغزة. وفي سنة 1945 كان يعيش في القدس وحدها خمسة آلاف أرمني. وقد تناقص العدد، تدريجيا، إلى ثلاثة آلاف أرمني قبيل الإحتلال سنة 1967، ولم يكد العام 1974 يطل حتى صار عددهم في القدس القديمة ألفي أرمني فقط. وفي عام 1985 تراجع إلى 1200 أرمني فقط. يعمل معظم الأرمن في القدس في بيع الذهب وفي مهنة التصوير. ويملك الكثير منهم دكاكين لبيع الهدايا إلى السياح. وكان الأرمن يسيطرون، تقليديا، على قطاع صناعة الأحذية. لكن هذا القطاع راح يتقلص بسبب منافسة الأحذية. لكن هذا القطاع راح يتقلص بسبب منافسة الأحذية الجاهزة الصنع. وبرع الأرمن أيضا في صناعة آنية النحاس وزخرفتها ثم بيعها إلى السياج. وقد ظل الأرمن خارج قطاع الصناعة في القدس، وذلك لضعف هذا القطاع عموما، ولعدم وجود ضمانات بسبب الإحتلال. غير أنه من المعروف، تاريخيا، أن أول من أسس مصنعا للسيراميك في ظل الإنتداب هو خبير أرمني من كوتاهية في الأناضول. ويفخر الأرمن بانتمائهم إلى الفئة الأكثر تعليما في القدس منذ زمن طويل. ففي أواخر القرن التاسع عشر كان للأرمن مدرسة إعدادية ومدرسة رشدية ومدرستان إبتدائيتان للذكور وواحدة للإناث يدرس فيها ما مجموعه 139 تلميذا وتلميذة. وفي العام الدراسي 1974 – 1975، وللمقارنة فقط، كان يوجد لدى الأرمن 65 طفلا في مرحلة الحضانة و125 تلميذا في المرحلة الإبتدائية و55 تلميذا في المرحلة الثانوية وتعتبر هذه الأرقام، قياسا على العدد الكلي للأرمن، من المعدلات المرتفعة في مجال التعليم. أما التعليم الجامعي فيتم، على الأغلب، خارج فلسطين. وكان معهد “هايكازيان” الجامعي في بيروت مقصدا للأرمن الفلسطينين قبل الحرب اللبنانية سنة 1975. والآن يدرس معظم أرمن فلسطين في جامعة يريفان أو في جامعات غرب أوروبا وشمال أميركا. ولكن 50% من الذين يدرسون في الخارج يعودون إلى فلسطين فور انتهاء دراستهم. وتأتي المنح الجامعية عادة من “صندوق غولبنكيان” ومن حكومة أرمينيا ومن AGBU (Armenian General Benevolent Union). تمتد سلطة بطريركية الأرمن إلى شرق الأردن حيث يعيش نحو عشرة آلاف أرمني. ويرتبط الأرمن ببقية الطوائف المسيحية في فلسطين برباط من المودة والوئام. وعلى سبيل المثال فهم يقيمون احتفالهم بعيد الشهيد مار جرجس في 7 تشرين الأول من كل عام في كنيسة دير مار جرجس بالقدس وهو تابع للكنيسة القبطية، لقاء إقامة الأقباط قداس الميلاد على مذبح الأرمن بكنيسة المهد في بيت لحم. والمشهود لها أن الكنيسة الأرمنية في فلسطين وقفت وقفات وطنية مشرفة ضد الإحتلال الإسرائيلي وضد قرار تقسيم فلسطين. ففي 3/3/1948وجه ممثلو إحدى عشرة طائفة مسيحية في فلسطين نداء إلى الأمم المتحدة والى الهيئات العالمية الدينية والسياسية أعلنوا فيه رفض التقسيم وطالبوا باستقلال فلسطين دولة ديموقراطية يستطيع فيها الجميع، مسلمين ومسيحيين ويهودا، أن يشتركوا في الحكم. ووقع هذا النداء بطريركية الأرمن الأرثوذكس وممثلية البطريركية الأرمنية الكاثوليكية. وقد دفعت بطريركية الأرمن في القدس ثمنا كبيرا لمواقفها الوطنية المعروفة، ففي سنة 1948، خلال القتال بين العرب والإسرائيليين في القدس، أصيبت بطريركية الأرمن الأرثوذكس بنحو مئة قنبلة مورتر أطلقها اليهود من موقع دير الآباء البندكتيين القائم على جبل صهيون الذي احتلوه في 18/5/1948. وألحقت القنابل الضرر بدير القديس يعقوب وبكنيسته وبالمدرستين الإبتدائية واللاهوتية فيه وبمكتبته أيضا، كما ألحقت أضرارا بدير الملاك وبالكنيسة والمدرسة الإبتدائية واللاهوتية وبالمكتبة التابعة له. وقد قتل في هذا القصف 8 أشخاص وجرح 120 شخصا من بين اللاجئين إلى البطريركية وخربت القوات اليهودية سنة 1948 مقبرتين للأرمن الأرثوذكس على جبل صهيون بالقدس وانتهكت حرمتيهما، ونبشت قبور 14 بطريركا أرمنيا ونهبت محتوياتها وهدمت قبرين منها وكسرت شواهد الرخام كلها. وفي أثناء إحتلال القدس سنة 1967 دمرت قوات الإحتلال مصنع البلاستيك في الحي الأرمني تدميرا كاملا. وفي هذا السياق، وبانتقال خاطف إلى زمن الإنتفاضة، تجدر الإشارة إلى المواطن الفلسطيني هاروت كولزيان الذي سقط في 11/8/1991 شهيدا من شهداء الإنتفاضة. المعروف أن البطريركية الأرمنية وظفت أموالها، إبان الإنتداب البريطاني في الميدان العقاري مما جعلها أكبر مالك للأرض في القدس. ولأن الحي الأرمني في المدينة يجاور الأحياء اليهودية الأستيطانية الجديدة، فقد نتج عن هذا الأمر إحتكاك دائم بين الأرمن واليهود. وحاولت السلطات الإسرائيلية إجبار الكنيسة الأرمنية على بيع الأراضي التابعة لها للتوسع في عمليات الإستيطان، وعمدت إلى مصادرة بعض العقارات من بينها عمارة فندق فاست التي هدمت ثم بيعت أرضها إلى شركة إسرائيلية أنشأت في مكانها فندقا جديداً. وأقامت البطريركية دعوى قضائية لدى محكمة الإستئناف الإسرائيلية العليا، لكن المحكمة لم تبت هذه القضية حتى الآن. ولا زال الأسقف كراكين كازانجيان المنتخب سنة 1982 يرفض الإذعان للسلطات الإسرائيلية ويرفض بيع أي قطعة أرض مهما كانت مساحتها. وتبلغ مساحة حي الأرمن في القدس القديمة 30 فدانا أو 6/1 مساحة القدس داخل السور. ثالثا: كنائس الأرمن وأديرتهم في القدس دير القديس يعقوب الكبير: دير أرمني يقع بجوار القلعة في حارة الأرمن. وفي هذا الدير تقع كنيسة الرسول يعقوب الكبير التي شيدت سنة 1165 الميلادية في مكان استشهاده. ويعتقد أن رأس القديس يعقوب قطعت سنة 44 الميلادية بأمر من الملك هيرودس أغريباس الأول حفيد هيرودوس الكبير وبإيعاز من اليهود. ويضم الدير، فضلا عن الكنيسة، مطبعة ومنزلا للغرباء ومدارس للبنين والبنات ومسكنا لطلبة اللاهوت ومتحفا صغيرا وكنيسة أخرى تدعى مار ثيودور. دير الزيتونة: للراهبات الأرمنيات ويعرف باسم دير مار أركنجيل. كنيسة حبس المسيح: يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر الميلادي وهي مبنية محل منزل حنان والد زوجة قيافا رئيس الكهنة حيث اقتاد الجنود الرومان السيد المسيح بعدما قبضوا عليه في بستان جتسماني. كنيسة أوجاع العذراء: وهي للأرمن الكاثوليك وهم طائفة حديثة نسبيا، صدرت أول براءة تتضمن إعتراف الدولة العثمانية بهم سنة 1835. وفي سنة 1856 تمكنت الطائفة من شراء قطعة الأرض المعروفة بــ “حمام السلطان” في حارة الواد. وفي سنة 1872 بنت الطائفة ديرا وكنيسة في هذا المكان. وهذا الدير هو مقر بطريركية الأرمن الكاثوليك في القدس. أما الكنيسة فتدعى “كنيسة أوجاع العذراء”. كنيسة مار كريكور لوسكا: وتدعى أيضا كنيسة القديسة دميانة. كنيسة مار يوحنا في ساحة كنيسة القيامة.جزء من كنيسة المهد في بيت لحم. نصف كنيسة القديسة مريم في وادي قدرون، والنصف الآخر للروم الأرثوذكس. هيكل بجوار قبر العذراء في الجتسماني. والى ذلك أديرة وكنائس في عكا والناصرة وغزة ويافا وبيت لحم. رابعا: المؤسسات الأرمنية مكتبة دير مار يعقوب: أسست مكتبة دير مار يعقوب سنة 1929 بأموال تبرع بها الثري الأرمني غولبنكيان. وتحتوي هذه المكتبة 60 ألف مجلد و3700 مخطوط، وتضم أكبر مجموعة من الوثائق الأرمنية القديمة في العالم. ويعتقد أن تاريخ بعضها يرجع إلى القرون المسيحية الأولى. وقد ترجم عدد محدود من الوثائق العربية إلى اللغة الأرمنية في كتابين: الأول بعنوان “التاريخ المتسلسل للقدس “للمؤرخ الأرمني هوفانيسيان، وصدر في القدس سنة 1890، والثاني بعنوان “تاريخ القدس” للمؤرخ الأرمني سافلانيان وصدر في القدس أيضا سنة 1931. ومن بين الوثائق الموجودة في الدير عهد نبوي يروي أن وفدا أرمنيا من 40 راهبا سافر إلى مكة وأعلن أعضاؤه ولاءهم للنبي محمد قبل الفتح العربي للقدس بسنوات، وأن النبي كلف معاوية بن أبي سفيان بكتابة هذا العهد للأرمن للحفاظ على امتيازاتهم وممتلكاتهم في الأراضي المقدسة. وفضلا عن هذا العهد ثمة عهدة عمرية للأرمن وعهد أرسله علي بن أبي طالب إلى البطريرك الأرمني أبراهام سنة 625. ومع أن هذه العهود الثلاثة وضعت في وقت متأخر، وتدل على ذلك اللغة التي كتبت بها والأخطاء التاريخية الواردة فيها، فإن السلطان صلاح الدين والخليفة العثماني سليم الأول إستندا إليها عند إصدار عهديهما للأرمن في القرنين الثاني عشر والسادس عشر الميلاديين على التوالي. مطبعة الأرمن: أسسها الأرمن الغريغوريون في القدس سنة 1848، وأصدروا عددا من الكتب بالحرف الأرمني تناولت موضوعات دينية. وقد ذكرها الأب لويس شيخو اليسوعي الذي زارها في أواخر القرن التاسع عشر. متحف دير مار يعقوب: إفتتح سنة 1978 في إحدى المباني القديمة بالدير التي كانت سابقا معهدا لاهوتيا. المستشفى الأرمني: أسس سنة 1951. وفضلا عن ذلك أندية رياضية مثل الهومنتمن وأخرى ثقافية تهتم بإبراز الثقافة واللغة الأرمنيتين مثل نادي أراكس الكاثوليكي. خامسا: شخصيات أرمنية برز عدد من الشخصيات الأرمنية في الحياة الفلسطينية ولا سيما في المجالات المهنية والعلمية والإجتماعية. ولكن أبعدهم أثرا وشهرة ستة هم: بول غيراغوسيان: ولد في القدس سنة 1926 ودرس في دير راهبات المحبة في القدس قبل أن ينتقل إلى دير الفرنسيسكان. ثم تابع دروسه في الرسم التي بدأها وهو في الثالثة من عمره في المدرسة الإيطالية للفنون والأيقونات، وتدرب حتى السابعة عشرة على رسامين رهبان إيطاليين. وبعد وفاة والده الذي كان عازفا على الكمان هاجرت عائلته إلى لبنان وسكنت حي برج حمود. وهناك تابع خطواته في عالم الفن حتى صار أحد أهم الفنانين التشكيليين في لبنان والعالم العربي. ليفون ملكيان: ولد في القدس سنة 1917، وحاز الدكتوراه في علم النفس من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأميركية. عمل أستاذا في الجامعة الأميركية في بيروت من سنة 1950 حتى سنة 1975. ويعتبر أشهر عالم نفس في لبنان والمنطقة العربية، لكن العالم العربي خسر هذه الكفاءة عندما هاجر إلى كندا بعيد إندلاع الحرب الأهلية في لبنان. للي كرنيك: شاعرة. ولدت في مدينة طولكرم سنة 1939، ونشرت قصائدها في مجلة “البيادر” الأدبية في القدس. ولها ثلاثة دواوين. ألبرت أغازريان: أستاذ في جامعة بيرزيت، ومتخصص بتاريخ القدس. كان الناطق الرسمي باسم الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد سنة 1991. مانويل حساسيان: نائب رئيس جامعة بيت لحم، وأستاذ التاريخ في الجامعة نفسها. هاري هاغوبيان: محام معروف على نطاق واسع في العالم، وهو، في الوقت نفسه، مدير مكتب مجلس كنائس الشرق الأوسط في القدس. * باحث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية