السفيـر الأرمينـي لـ القبس: 4 اتفاقيات تعاون.. ورحلات جوية مباشرة

كتبت ليلى الصراف: 2 تشرين الثاني/اكتوبر2009 أعلن السفير الارمني، غير المقيم لدى البلاد وهاكن مليكيان ان الرئيس الارمني سيوقع خلال زيارته غداً إلى الكويت عدداً من الاتفاقيات الثنائية في مجال التبادل الثقافي، وفي مجال حماية الاستثمارات ومنع الازدواج الضريبي، بالإضافة الى اتفاقية التعاون الزراعي واتفاقية في مجال السياحة. وتابع السفير مليكيان، في لقاء لـ «القبس»، ان زيارة الرئيس الارمني سيرج سركيسيان إلى البلاد تعد زيارة اقتصادية من الدرجة الأولى، مشيرا الى ان وفدا اقتصاديا رفيعا يرافق الرئيس في زيارته وقال: «الكويت دولة مهمة بالنسبة الينا، ونحن نسعى جاهدين لفتح آفاق تعاون أرحب ولدينا علاقات وطيدة أسسناها منذ استقلال أرمينيا، مشيدا بالجالية الارمنية التي يصل عددها إلى 5 الاف ويحظون برعاية كريمة من الحكومة». وعلق السفير على سؤال حول تأخر فتح سفارة دائمة في الكويت بالقول «نحن نسعى الى ذلك لكننا ونظرا لظروف مادية تتعلق بنا لا نستطيع في الوقت الراهن فتح سفارة، مشيرا إلى ان ذلك لن يؤثر في حجم العلاقات بين البلدين متمنيا في الوقت نفسه ان يري سفارة كويتية في يريفان. وتحدث السفير مليكيان عن الحدث الابرز على الساحة التركية، مشروع المصالحة التركية الارمنية، قال «انها ليست مشروع مصالحة بل تطبيع للعلاقات بين البلدين وابرمنا اتفاقيتين بهذا الشان وهما الان امام البرلمانين الارمني والتركي للمصادقة عليهما» واضاف المصادقة على المشروع لا تعني ان نلتزم باي شروط. وختم السفير مليكيان متمنيا ان يجتمع الارمن في دول الشتات يوما ما في ارمينيا وقال «ان شاء الله يوما يعودون إلى بلدهم الام وبيوتهم واراضيهم موجودة ولدينا اليوم قانون يسمح بازدواجية الجنسية لنحاول الاحتفاظ بأبنائنا الذين في المهجر، ويمكنهم من استرداد جنسيتهم الام. نحو ذلك كان لنا هذا اللقاء: ما الهدف من زيارتكم ؟ – ليست هذه هي الزيارة الاولى لي الى الكويت، لكنها اطول زيارة نسبيا اقيم بها في الكويت وذلك لظروف الترتيبات لزيارة الرئيس الارميني سيرج سركيسيان الى البلاد غداً الثلاثاء، ومنذ يوم 25 اكتوبر الماضي ونحن في جلسة مشاورات ثنائية مع وزارة الخارجية في البلدين، والمشاورات كانت بخصوص الزيارة والتحضيرات لها ومناقشة الامور المتعلقة كالمواضيع الاقليمية والعالمية، وركزنا بشكل خاص على الجالية الارمنية في الكويت والتي تقدر بنحو 5 الاف، ويحظون برعاية كريمة من الحكومة الكويتية، ولقاءاتي مع ابناء الجالية الارمنية جزء لا يتجزأ من عملي ودائما أحرص على الالتقاء بهم. ما الهدف من زيارة الرئيس الارميني وهل هناك من مشاريع اتفاقيات مشتركة ستوقع وهل هناك نية لفتح سفارة ارمنية مقيمة في الكويت؟ – دولة الكويت تعتبر بالنسبة الينا من اهم الدول العربية في منطقة الخليج، وهذا هو الحال منذ استقلال ارمينيا، واسسنا علاقات وطيدة وتاريخية مع الكويت وزيارة الرئيس الارمني الى الكويت هي نتيجة للعلاقات الوطيدة، وتعميق العلاقات سيتضح اكثر بعد لقاء الزعيمين، لدينا رغبة شديدة بتأسيس سفارة ارمنية في الكويت، لكن نظرا لظروف مادية لا نستطيع في الوقت الحالي، وهذا لن يؤثر في حجم العلاقات وسنتجه في المستقبل نحو فتح افاق دبلوماسية ارحب.. وحاليا انا سفير غير مقيم في الكويت والبحرين ولدينا سفارة في ابوظبي، ونتمنى وبسرور عميق لو رأينا سفارة كويتية في ارمينيا، في السنوات العشر الاخيرة ارمينيا مهتمة بشكل واضح بدول الخليج وهناك زيارات مستمرة، وفي ما يتعلق بالامارات العربية نحن عمقنا علاقاتنا بشكل واسع وتبادل الزيارات واسع على المستويين الشعبي والرسمي. اتفاقيات هل هناك خطوات واضحة لفتح آفاق التعاون المشترك بين البلدين، وهل سيتم توقيع اتفاقيات مشتركة مع الجانب الكويتي؟ – الخطوة الاولى التي نسعى لها هو فتح خط طيران مباشر بين البلدين، وانا شخصيا موجود في الكويت منذ 10 ايام، وناقشت ذلك مع المسؤولين في الدولة بخصوص الاتفاقيات التي ستبرم ومنها اتفاقية التعاون الثقافي واتفاقية في مجال حماية الاستثمارات المتبادلة ومنع الازدواج الضريبي، واتفاقية التعاون في المجال الزراعي بالإضافة الى اتفاقية سياحية.. هل هناك اتفاقية جوية بين البلدين لتسيير رحلات اسبوعية؟ – لا يوجد على جدول اعمال الرئيس اتفاقية بشأن خطوط الطيران بين البلدين، لكن المشروع مطروح ضمن نقاط المباحثات بين سمو الامير والرئيس الارميني، و نحن نتخذ كل الخطوات اللازمة لفتح خط جوي بين البلدين وتسيير رحلات مباشرة ليس فقط للأرمن الموجودين في الكويت، ولكن ايضا من اجل السياحة وهو بمثابة جسر اضافي. هل يمكن ان نصف زيارة فخامة الرئيس بانها اقتصادية؟ – نعم هي زيارة اقتصادية لانه، سياسيا، ليس لدينا أي خلاف مع الكويت، ومحور الزيارة اقتصادية، حيث يرافق الرئيس مسؤول اتحاد المنتجين والصناعيين، بالاضافة الى رئيس غرفة تجارة وصناعة أرمينيا، ووكالة التنمية الارمنية، وبطبيعة الحال هم في لقاء ثنائي مع الجهات المختصة في البلدين والجانبين يتطلعان للفرص الاستثمارية في أرمينيا على كل الأصعدة، وسيلتقي رئيس الجمهورية ممثلين من هيئة الاستثمارات الكويتية، بالاضافة الى رئيس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية ورئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت. المصالحة الحدث الأبرز على الساحة الارمنية هو مشروع المصالحة الارمنية التركية بعد قطيعة لسنوات، لكن ثمة أرمن المهجر لديهم ملاحظات على هذه المصالحة ما تعليقكم؟ – اريد ان اكون دقيقا اكثر.. هذه ليست مصالحة، لسنا في حالة حرب مع تركيا، الحديث عن محضري اتفاق بين البلدين، احدهما اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، والآخر نحو تطبيع العلاقات الثنائية بينهما. مؤسف ماذا يمكن ان نسمي القطيعة بين البلدين وما شاهدناه؟ – كان من المؤسف جدا ان تركيا اشترطت لتأسيس العلاقات بين البلدين هو بشرط قضية كاراباخ، واعلنا مرارا ان تأسيس العلاقات السياسية بين البلدين لا تكون وفق أي شرط او قيد، وكنا دائما حريصين ودقيقين ورغبتنا تأسيس علاقات ثنائية من دون أي شرط، و هذا ما ذكرته بالسابق ان ارمينيا مستعدة لاستئناف العلاقات من دون أي شرط، موقفنا ثابت اليوم وغدا، ولن يتغير بهذا الشأن. حدود مغلقة ماذا بشأن الاتفاقيات التي وقعت قبل فترة بين البلدين؟ والى ماذا ترنو اذا؟ – نحن في القرن الحادي والعشرين والحدود المغلقة غير مقبولة وفي عام 1993 الجانب التركي اغلق الحدود بقرار احادي ويتعلق بموضوع ناغورني كاراباخ، وقامت تركيا بهذه الخطوة اعتبارا لعلاقاتها مع اذربيجان، وفي عام 1994 تم ابرام اتفاقية لوقف اطلاق النار بين ارمينيا واذربيجان والهدوء يسود الحدود وان كانت هناك بعض المخالفات من الجانبين في بعض الاحيان، والان المباحثات تسير بين ارمينيا واذربيجان وفق 3 وسطاء اميركا وروسيا وفرنسا، ويلتقي الرؤساء بشكل مستمر، ووزيرا الخارجية الارميني والاذري يلتقيان بشكل نشط، وهذه المشكلة معقدة جدا، ونحن عبر المباحثات الثنائية يمكن ان تحل المشكلة ونحن مدركون ذلك ورغبتنا شديدة في ان يفهم الطرف الاخر اهمية الحوار للتوصل لصيغة تفاهم مشتركة، وأي دولة من دول المنطقة لا تريد الدخول في اتون حرب ونحن شعب يحب السلام ونكافح من اجل حقوق شعبنا، وتعلمنا ذلك عبر تاريخنا الذي يعتبر صعبا جدا وفي النهاية نحن نبحث عن الطرق السلمية لبحث القضايا العالقة وفق اطر تحفظ الحقوق للطرفين، كما تحدثنا مرارا مع الأذربيجانيين بان لا علاقة بين علاقاتنا مع تركيا باستئناف العلاقات مع اذربيجان، والخط الاحمر بالنسبة لنا ان علاقاتنا مع تركيا مباشرة وثنائية ولا تكون أذربيجان فيها طرفا او تؤثر فيها. هل الاتفاقيات المشتركة بين أرمينيا وتركيا تفتح المجال لفضاء أرحب في التعاون المشترك بين البلدين؟ – هذه الوثيقة التي تم التوقيع عليها من الجانبين تواجه عمليات طويلة اولها المصادقة عليها في البرلمانيين وبعدها سيفتح طريق أرحب للتعاون، والمناقشات مكثفة بين البلدين بهذا الشأن. خط الأنابيب هل مشروع خط الانابيب (نابوكي) الذي سيربط اسيا الوسطى بتركيا واذربيجان هو مشروع التطبيع مع تركيا؟ – في السنوات الاخيرة مشاريع الطاقة والطاقة البديلة تحظى باهتمام عالمي والان نبحث عن موارد بديلة والطاقة تستغل لو ان هناك استقرارا وامنا، والمنطقة بها موارد طبيعية كالنفط والغاز والسبب كان هو الاستقرار والامن في المنطقة وليس فقط مشروع نابوكي بل هناك مشاريع اخرى في مجال الانابيب النفطية والغازية، ويمكن ان يكون هذا احد الاسباب لتطبيع العلاقات مع تركيا. موقف إيران ما الموقف الايراني من تطبيع الارمن مع تركيا، خصوصا انها كانت مساندا جيدا لكم؟ – لا توجد دولة في العالم لم ترحب بالاتفاقيات بين البلدين، ربما أذربيجان فقط هي غير المرحبة وهذا اسبابه معروفة، لا شك ايران مع التطبيع وهي لديها علاقات ممتازة مع تركيا، وايران تربطنا بها علاقات من عمق التاريخ وصداقة متينة وهذه تؤثر على علاقاتنا مع تركيا بشكل ايجابي، نحن في المنطقة دولة صديقة ولكن موقعنا الجغرافي استراتيجي جدا للموارد الطبيعية بجميع اشكالها، وكان طريق الحرير في السابق يمر عبر اراضينا وحلقة مهمة جدا وكانت كمحطة للبضائع للدول الاخرى، والغرب والشرق يبحثون اليوم عن الشريك الارمني، لاننا نحن شعب واثق الخطوة وصريحون في تعاملاتنا وهذا ينضوي على السياسة الخارجية لنا.. وجميع مراكز القوة تحترمنا كقوة وهذا يمثل عامل استقرار في المنطقة ونحن مستعدون لعلاقات طويلة الأمد، ونحن نتبع سياسة كرة القدم والبنغ بول.. تطبيع هل فكرتم باجراء استفتاء شعبي بشأن التطبيع مع تركيا؟ – لا يوجد في جدول أعمال الدولة مشروع استفتاء شعبي بشان التطبيع مع تركيا، وما هو موجود حاليا آلية تصديق الاتفاقية في البرلمانين التركي والأرميني، وان كان استفتاء يمكن ان يشارك في الاستفتاء الأرمن الموجودون في البلد فقط، الذين يحملون الوثيقة الأرمينية، وهموم الجالية الارمينية أتفهمها والجالية منتشرة في العالم نتيجة للمذبحة وخسروا أملاكهم وأراضيهم، والسلطات الرسمية تفهم الية التقارب من الجالية الارمنية في دول الشتات، ومن الأفضل الكلام عن السكوت ويمكن ان تكون عملية طويلة جدا، ونحن ننتظر من هذه الاتفاقية نفس التقارب من جيراننا الأتراك، والشروط التي تخرج من الاتفاقية هي قيد الدراسة، ونحن حريصون على فتح الحدود بعد اغلاقها لمدة 17 سنة، ورئيس الجمهورية قرر واتخذ الخطوة المهمة جدا ومبادرته وشجاعته مرحب بها من المجتمع العالمي. شتات متى يجتمع ارمن الشتات في بلدهم الام؟ -ان شاء الله يوما ما يعودون الى البلد الام، بيوتهم موجودة في ارمينيا، والحقيقة أن العلاقات قائمة بيننا وبين ابنائنا في دول الشتات وهي تتعمق يوما بعد يوم، وبعد تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي نحن فتحنا حدودنا للمواطنين من الجالية الارمينية ليزوروا بلدهم الام، والان لدينا قانون يسمح بازدواجية الجنسية ويمكنهم الاحتفاظ بجنسيتهم الام ولقد اقر بهدف تمكين الارمن من الحصول على الجنسية الام. استثمارات مرنة في ارمينيا شدد السفير الارميني على خصوبة مناخ الاستثمار في بلده، مؤكدا ان فرص الاستثمار واعدة والافاق مفتوحة للاستفادة في ظل مناخ التجارة الحرة. واضاف: ارمينيا ضمن اول 25 دولة في مجال الاستثمارات، وهي فضاء واسع قانونيا ووفق الاطر والشروط المرنة للاستثمارات، بالاضافة الى توافر الامن والاستقرار. أذربيجان تعرقل علاقاتنا أكد السفير الارميني ان اذربيجان دائما ما تستغل مشكلة الديانة المسلمة كعامل في مشكلة ناكور كرباخ وتحول ذلك الى الدول الاسلامية وتعطي صفة دينية لمشكلة ناكور كراباخ وتوجه الدول الاسلامية ضد ارمينيا وليس فقط تستغل ذلك بل تعرقل أي تعاون بين ارمينيا والدول الاسلامية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *