المؤرخ التركي أكتشام يحاضر عن الابادة الارمنية

(8 كانون الاول/ يناير 2010 – بيروت ) : نظمت الهيئة الوطنية الارمنية في الشرق الاوسط ، محاضرة بعنوان ” الابادة الارمنية جزء من سياسة التغيير الديمغرافي” ، للمؤرخ والاستاذ الجامعي التركي الاصل الدكتور تانر اكتشام. حضر المحاضرة النواب نبيل نقولا، ادغار معلوف، آلان عون، نديم الجميل، ادغار معلوف، فريد الخازن وأغوب بقرادونيان، والوزراء السابقون سيبوه هوفنانيان وآلان طابوريان، وأمين عام حزب الطاشناق هوفيك مخيتاريان واعضاء في اللجنة المركزية للحزب وممثلو الاحزاب والجمعيات الارمنية وحشد كبير من المواطنين وطلاب الجامعات. افتتحت المحاضرة فيرا يعقوبيان المديرة التنفيذية للهيئة الوطنية الارمنية بكلمة اشارت فيها الى ان الحوار الارمني –التركي لم يعد محصورا بالاوساط الشعبية والاكاديمية والدبلوماسية الارمنية والتركية ، بل تخطاه الى الاوساط الاقليمية والدولية. وأكدت ان توقيع اي بروتوكول بين البلدين لايمكن ان يكون جديا ، اذا لم يرافقه اعتراف تركي بالحقيقة التاريخية وبانهاء النتائج التي ترتبت على الشعب الارمني من جراء الابادة. ثم تحدث د. تانر اكتشام الذي قال ان سياسة التغيير الديمغرافي التي اعتمدتها الحكومة التركية لم تكن موجهة فقط ضد الارمن ، بل شملت ايضا شعوبا مسيحية واسلامية غير تركية كالاكراد. وأشار الى ان الهدف من هذه السياسة، كان خلق مجتمع تركي متجانس خال من الشعوب الاخرى، مضيفا الى ان تركيا اعتمدت وسائل عديدة لانجاح مخططها، وكان اهمها ترحيل تلك الشعوب بالقوة وبالوسائل غير القانونية. وقال اكتشام ، ان السلطات العثمانية المركزية كانت تحاول دائما البقاء خلف الاضواء، لاخفاء الحقيقة والصاق التهمة بآخرين،رغم ان ارشيف السلطنة العثمانية يؤكد عكس ذلك. وعن عمليات الترحيل الجماعية قال اكتشام، ان كل ذلك كان بهدف ابعاد الارمن عن جبهات الحرب، حتى لايتمكنوا من مساعدة الروس. وعن ترحيل بعض العائلات العربية قال، ان الهدف من وراء ذلك كان ابعاد بعض العناصر التي كانت تشكل خطرا على السلطنة. واكد اكتشام ان سياسة التغيير الديمغرافي التي انتهجتها السلطنة العثمانية لم تكن رد فعل لحالة الحرب ، بل مشروعا تم التخطيط له بدقة. واضاف ان وزير الداخلية التركي طلعت باشا كان يتابع المعلومات الواردة من الولايات بدقة لمعرفة المراحل التي وصلت اليها عمليات الترحيل والصعوبات التي كانت تواجهها. وقال ان عمليات الترحيل واعادة اسكان المناطق الخالية بالمسلمين كانت تجري في اسبوع واحد، ما يؤكد ان سياسة الغيير الديمغرافي كان مخطط لها منذ زمن. وذكر اكتشام بان وثيقة الابادة التابعة للامم المتحدة تشير بأن عمليات دمج العائلات الارمنية بالقوة هو مرادف للابادة وان السلطنة العثمانية انتهجت هذه السياسة ضد الاطفال والنساء الارمن وهذه حقيقة واضحة في برقيات السلطنة. وعن ممتلكات الارمن قال اكتشام ان السلطنة العثمانية كانت تبيعها للمسلمين وتستخدم عائداتها في تمويل الحرب وعمليات ترحيل الارمن.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *