(16 آب 2006 )- انقرة – الصحافة التركية : اكد وزير الخارجية التركي عبد الله غول خلال زيارته امس الى لبنان ان تركيا لم تقرر بعد ارسال جنودها الى لبنان للمشاركة في قوات حفظ السلام الدولية ( يونيفيل). واكد غول بعد اجتماعه مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ ان تركيا ستواصل مساعدتها للبنان من خلال دعمه في اعادة الاعمار. واجتمع غول الى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري . وكانت الحكومة اللبنانية قد اعلنت في وقت سابق ، ان تركيا ستكون من ضمن الدول التي سترسل قوات لحفظ السلام الى لبنان ، الى جانب المغرب واندونيسيا وايطاليا واسبانيا وماليزيا. وزارة الخارجية الاميركية واعلنت وزارة الخارجية الاميركية يوم الثلاثاء الماضي ان تركيا هي من ستقرر ارسال قوات لحفظ السلام الى لبنان. وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش في مؤتمر صحافي في واشنطن،ان تركيا كدولة مسؤولة قد ترغب في المشاركة في القوات الدولية لحفظ السلام في لبنان . من جهتها لم تقرر الحكومة التركية بعد ارسال قواتها الى لبنان ، وآثرت انتظار موقف جديد للامم المتحدة . ويعارض اغلبية الشعب التركي ارسال جنود اتراك الى لبنان للمشاركة في قوات حفظ السلام. وكانت تركيا قد اعلنت عن رغبتها في قيادة القوات الدولية في جنوب لبنان ، ولكن بعد حصولها على ضمانات بوقف اطلاق النار. تباين في وجهات النظر بين اردوغان وغول وكان رئيس الورزاء التركي رجب طيب اردوغان قد ناقش يوم الاثنين الماضي في اجتماع اللجنة المركزية للمجلس التنفيذي لحزب العدالة والتنمية ضرورة ارسال قوات تركية للمشاركة في القوات الدولية (يونيفيل) بعد وقف اطلاق النار في لبنان. واشارت المصادر انه في ضوء القرار الذي اتخذ في الاجتماع الامني الذي حضره رئيس الاركان العامة وقائد القوات البرية التركية اكد اردوغان ان على تركيا الذهاب الى لبنان. وادعت مصادر ، ان اردوغان اشار في الجلسة المغلقة من الاجتماع الى ” انه لو تم اقرار الاقتراح في ذلك الحين ، لكان الوضع في العراق مختلفا اليوم ” ، في اشارة الى الاقتراح الذي اثار جدلا في 1 آذار 2003 ، والذي على اساسه تم رفض ارسال قوات الى العراق . واشار اردوغان موجها كلامه (بحسب المصادر) الى وزير الخارجية التركي عبد الله غول ان تركيا ستستفيد كثيرا من ارسال جنودها الى لبنان ، وقال ان ” ان الجنود الاتراك سيشاركون في حفظ السلام والاستقرار ، ووجودهم سيفيدنا للحصول على مزيد من المعلومات الدقيقة حول المنطقة ” . من جهة ثانية يبدو غول اكثر حذرا في موضوع ارسال قوات الى لبنان، بحيث قرر المجيء اولا الى المنطقة للوقوف على مجريات الاحداث . وعلى ضوء ذلك قرر غول السفر الى لبنان وسوريا واسرائيل . وقبل مغادرته تركيا زار غول الرئيس التركي نجدت سيزر وزعيم المعارضة دنيز بايكال . واظهر الجدل الحاصل في اجتماع حزب العدالة والتنمية مرة اخرى الخلاف بين غول واردوغان . ففي حين يشدد اردوغان على مشاركة فاعلة لتركيا في المنطقة ، يظهر غول تحفظا ويفضل السياسات التي تخفف من المخاطر . فاردوغان يعتبر ان الذهاب الى لبنان كقوات حفظ للسلام سوف يزيد من شعبية حزبه ذات التوجه الاسلامي ويكسب تأييد الرأي العام التركي ، بينما يرى غول ان اي تحريض ضد القوات التركية سوف يسيء الى الحزب والحكومة . المعارضة التركية وفي هذاالاطار اظهر لقاء غول وزعيم المعارضة التركية دنيز بايكال ،ان المعارضة لن تدعم ارسال الجنود الى لبنان بل على العكس سوف تقوم بحملة واسعة لمعارضة الاقتراح. وعارض بايكال الفكرة بشدة وذلك في مؤتمر صحافي عقب لقائه غول، حيث شدد على ان وقف اطلاق النار لم يتم حتى الان في المنطقة وان اية قوة ستنتشر ستجد نفسها في صراع مع حزب الله. واشار بايكال الى ان اي قرار لارسال جنود الى لبنان لن تتخذه الحكومة وحدها ، بل على البرلمان ان يوافق ايضا .