(20 ايلول/سبتمبر2007 – شوشي) : انتهى خبراء ارمن من ترميم مسجدين اثنين في مدينة شوشي ( يعرفها الاذربيجانيون ب “شوشا” ) ، كانا قد تضررا خلال الحرب في اقليم كاراباخ . وتتركز الجهود على المسجد السني الاعلى في وسط المدينة ، الواقع بجوار السوق الرئيسية ، وهو عبارة عن بناء حجري متعدد الالوان يعود تاريخه الى عام 1884 ، وذلك بعد اعادة ترميم المسجد الشيعي الاقدم والمدرسة المجاورة له في المدينة نفسها . ويقول المهندس المعماري المشرف على اعمال الترميم اوشين يغيازريانتس انه يرغب برؤية المسجد وقد تحول الى مركز ثقافي يتضمن معرضا للفن ، وملتقى لممثلين عن مختلف الديانات . وكانت المدينة احدى اكبر المراكز الثقافية والتجارية في منطقة القوقاز، تعيش فيها اغلبية اذربيجانية في العهد السوفياتي. لكنها سقطت في ايدي الارمن عام 1992 في ذروة المعارك حول اقليم كاراباخ، ولاتزال معظم مبانيها شبه مدمرة ومهجورة. وقد تم ترميم كنيسة ” غازانتشيتسوتس ” الضخمة في المدينة والتي تعود الى القرن التاسع عشر. وبعد انتهاء الحرب في كاراباخ عام 1994 ، بدأت معركة اخرى بين علماء الانتروبولوجيا الوصفية والمؤرخين الارمن والاذربيجانيين ، يدعي فيها كل طرف بتدمير منهجي للاثار التاريخية التي تنتمي الى الطرف الآخر . ويبقى هذا الموضوع خاضعا لجدل كبير ، لكن المواقف تتغير ببطء . ففي حزيران الماضي قام وفد مشترك من المثقفين الارمن والاذربيجانيين بزيارة كاراباخ وباكو ويريفان ، لمعاينة جميع المعالم الاثرية ذات الطابع الثقافي. ويقول احد الارمن الذين فروا من باكو – عاصمة اذربيجان عند اندلاع الحرب بين الارمن والاذربيجانيين ، لكنه يعيش في شوشي الآن ” عندما يتعلق الامر بالاثار الاسلامية المرممة في شوشي ، فان احترام ثقافة الشعوب المجاورة هو دليل ايجابي يجب الاحتذاء به ” . من جهة اخرى يقول المسؤول في الادارة العامة لحماية ودراسة الاثار في وزارة الثقافة في كاراباخ ” هناك ما يقارب 1000 معلم اثري في كاراباخ ، ونقوم باجراء مسح له وقد يستغرق ذلك سنوات عديدة “. واضاف ” ان حوالي عشرة من هذه المعالم هي اسلامية ، الا انه لافرق عندنا بين المعالم المسيحية او الاسلامية . نحن نتبع النهج نفسه مع معظمها، وهي تخضع لحماية الدولة ولها قيمة تاريخية وثقافية ” . وتؤكد السلطات الارمنية في كاراباخ ان المعالم الاثرية الاسلامية تخضع لحماية الدولة . ويقول نائب وزير خارجية كاراباخ ماسيس مايليان ” ان احترام المعالم الاثرية غير الارمنية في ظل ظروف الصراع في منطقتنا يمكن ان يشكل عامل ثقة بين الاطراف المتنازعة” . اما مانوشاك تيتانيان المهندسة المعمارية ورئيسة جمعية الفن من اجل السلام والتنمية وهي منظمة غير حكومية ، فتقوم بدراسة الاثار الاسلامية واصدار كتيب يحتوي على صور لهذه الاثار .وتقول ” ان التلف التدريجي الذي لحق بهذه المعالم هو الى حد بعيد نتيجة الاهمال ” . وتضيف ” انا في غاية الايجابية لجهة اعادة ترميم مسجد شوشي، لانني كمهندسة معمارية اظن ان تنوع الثقافات في مدينة واحدة يجعلها جذابة سواء للمقيمين فيها او للسياح ” .