زينا الخوري جريدة الديار – لبنان 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 قد يكون رئىس الوزراء التركي رجب الطيب اردوغان أقوى المدافعين عن القضية الفلسطينية نظراً لموقع تركيا الدولي اليوم. وقد يكون «الطيب اردوغان»، كما وصفته اللافتات التي رحّبت به بلبنان، من اصدق من تعامل مع بلدنا، ان في المواقف السياسية، أو في المشاريع الاقتصادية التي تربطنا مستقبلاً مع تركيا. وقد تكون في لبنان مجموعات شعبية كثيرة يغمرها الحنين الى زمن داود باشا… ولا تزال تفاخر بالطربوش، وتقصد الحمامات التركية وتستمتع بالبخار… وهذا حقها. وحقها ان ترحب بالطيب اردوغان على طريقتها، وتهتف له «هوش غيلدن» كما هتفت الجماهير للرئيس الإيراني» خوش آمديد». ومن حق اللبنانيين الأرمن ايضاً أن يستقبلوا الرئىس اردوغان على طريقتهم وباسلوبهم، فلبنان بلد ديموقراطي (حتى اشعار آخر). وحرية التعبير فيه يكفلها الدستور. كلمة حق تقال: الوقفة الأرمنية المعارضة للزيارة في ساحة الشهداء، وامام تمثال الشهداء بالذات، حملت نفحة عز وطنية باتت مفقودة الى حد كبير في لبنان. ليست الوقفة موجهة الى الرئىس اردوغان شخصياً، وهو يستحق كل تقدير، لكنها وقفة عز في وجه التاريخ، وصرخة مدوّية في المكان المناسب، وفي موقع المشانق التي تدلّى منها ابطال من لبنان كانوا السبّاقين برفع راية «الحرية والسيادة والاستقلال» قبل قرن من الزمن. وهم يستحقون (على الأقل) الا يعكّر احد صفو رقادهم ولو بتعليق صورة.. المسألة ليست مسألة تمزيق صورة مطبوعة على ورق مصقول، ومعلّقة على لوحة اعلانية يعلّق عليها أيضاً اعلان مساحيق الغسيل.. المسألة مسألة صقل عقول، وغسل قلوب، وتدجين شعوب! اهمّ ما في الموضوع اننا تعلمنا درساً بالأرمنية. واكتشفنا ان حالة الرفض لا تزال مشتعلة في النفوس القوية.. وان بعض الشعوب لا تنسى تاريخها بسهولة.. في وقت اصبحت الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني تعيش (للأسف) خارج التاريخ.