(14 آذار/مارس 2012-اليوم السابع):أصدرت سفارة أرمينيا بالقاهرة بيانا صحفيًا تؤكد فيه على معاملة الأرمن لكافة الآثار سواء المسيحية أو الإسلامية برعاية خاصة من منطلق علاقاتها القوية مع كافة الدول العربية والإسلامية. وجاء البيان ردا على بيان صادر عن سفارة أذربيجان بالقاهرة يضم ما أسمته السفارة الأرمينية بالقاهرة اتهامات ملفقة ضد أرمينيا حول انتهاكات بالتراث الثقافى والدينى الأذربيجانى. وجاء البيان الذى ينشره اليوم السابع كحق للرد المكفول “أصدرت سفارة أذربيجان مؤخرًا بيانا صحفيًا يضم اتهامات ملفقة ضد أرمينيا لانتهاكاتها بالتراث الثقافى والدينى الأذربيجانى والغرض الوحيد لمثل هذه الادعاءات التى لا أساس لها هو التهاب الكراهية والتعصب الدينى ضد الأرمن، وكذلك المحاولات الضالة لإرفاق طابع دينى لصراع ناجورنو كاراباخ. ويجب على المجتمع الدولى أن يدين مثل هذه المحاولات التى لها عواقب خطيرة جدًا”. وأضاف البيان “أن الأرمن أمة لها تاريخ لآلاف السنين، خلقت تراثاً ثقافياً وروحياً غنيًا وفريدًا، وتراكمت لديها خبرة التعايش السلمى والمثالى مع مختلف الحضارات والأديان. والدليل الساطع على ذلك هو العلاقات الحارة والتقليدية لجمهورية أرمينيا مع معظم الدول العربية والإسلامية. إن الأرمن يعرفون جيدا قيمة الثقافة. ويعرفون أيضا ما هو التخريب والهمجية، لأنهم قد تعرضوا لعدة قرون لمثل هذه الجرائم و العنف ولذلك يتعامل الأرمن مع كل الآثار سواء المسيحية أو الإسلامية برعاية خاصة”. وأشار البيان إلى بعض مساهمات الأرمن فى ترميم المنشات الإسلامية قائلا “بذلت سلطات وشعب ناجورنو كاراباخ جهودًا خاصة ومستمرة لصيانة وإصلاح الآثار و المقدسات الإسلامية الموجودة فى ناجورنو كاراباخ والمناطق المحيطة بها”، مضيفا “على الرغم من الصعوبات الاقتصادية والمالية القاسية التى سببها الحصار من قبل أذربيجان منذ أكثر من العقدين، لم تمانع حكومة ناجورنو كاراباخ لتوفير الموارد اللازمة لحماية تلك الآثار”. كما أشار البيان إلى انه فى عام 2005 تم تجديد أحد المساجد فى مدينة شوشى، أما باقى المساجد فى مدن شوشى وأغدام وفيزولى فهم قائمين أيضًا. وأوضح البيان “أنه حتى لو كان هناك بعض المعالم الأثرية التى ليست فى حالة جيدة، فأسبابها ترجع إلى العهد السوفيتى، حيث كانت باكو هى المسئولة عن رعايتها. و اليوم، يتم توفير معظم خدمات الرعاية لها، ويتم كل شىء للحفاظ عليها كما هى حتى ظهور إمكانيات لإصلاحها”، لافتا إلى أن “عددًا من الشخصيات السياسية والثقافية الأذريون شهدوا أنفسهم بأن الآثار الإسلامية فى شوشى بحالة جيدة، وذلك عقب زيارتهم ناجورنو كاراباخ عام 2009”. وتابع البيان “بالنسبة لما يسمى “مأساة خوجالى” التى تحدث عنها فى البيان المذكور، فإنه فى عام 1992 كانت عاصمة ناجورنو كاراباخ ستيباناكيرت، معرضة لقصف يومى من مواقع الضرب الأذربيجانية، وكانت قرية خوجالى إحدى تلك المواقع، والتى تقع بالقرب من المطار الوحيد فى تلك المنطقة، والذى يربط كاراباخ بالعالم الخارجى. كان الاستيلاء على خوجالى هو الطريقة الوحيدة لكسر الحصار والهرب من نيران المدفعية، ومن البرد والجوع اللذين فرضتهما سلطات باكو بهدف وحيد هو القضاء على شعب ناجورنو كاراباخ”. وأوضح البيان “تم إعلام السلطات الأذرية، وكذلك سكان القرية مقدما بالهجوم الوشيك، كما تم إعلامهم أيضا بالممر الإنسانى الذى أقيم لتأمين خروج السكان بدون معوقات فى اتجاه مدينة أغدام، والتى كانت تحت سلطة القوات المسلحة الأذرية، وبسبب الفعل المضاد الذى اتخذته السلطات الأذربيجانية، لم يستطع بعض المقيمين استخدام المخرج قبل العملية، لكن هؤلاء الذين غادروا بعد بداية عملية خوجالى استطاعوا الوصول من خلال المخرج الإنسانى إلى المنطقة التى تسيطر عليها أذربيجان. وهناك، بعيدا عن خوجالى، وعلى أطراف أغدام تعرض المدنيون لإطلاق النار والقتل”. وقال البيان “الأدلة من النوع الذى قدمه ممثلو أذربيجان وبلدان أخرى كافية لاستنتاج أن سكان خوجالى كانوا ضحايا مؤامرات باكو وهم يُستخدمون حاليا لأغراض الدعاية. وتابع “وبشأن صراع ناجورنو كاراباخ إن أرمينيا ملتزمة بعملية السلام وحل هذه القضية بالوسائل السلمية فقط عبر المفاوضات تحت رعاية مجموعة مينسك المبنية على أساس مبادئ القانون الدولى مثل عدم استخدام القوة أو التهديد بها، و مساواة حق الشعوب، و حق تقرير المصير ووحدة الأراضى. وأن التسوية السلمية ليس لديها أى بديل. وللأسف، أذربيجان لا تزال ترفض بكل شدة قبول حق شعب ناغورنو كارباغ فى تقرير مصيره وتستمر بممارسة الاستفزازات من تهديدات لحرب جديدة، وانتهاك لوقف إطلاق النار بدلاً من خلق جو من الثقة المتبادلة إنها تزرع بذور البغض والكراهية عند شعبها تجاه الأرمن وأرمينيا”.