( 17حزيران/يونيو2009 – دمشق-سانا ): ترتبط سورية وأرمينيا بعلاقات جيدة مبنية على الروابط التاريخية بين الشعبين السوري والأرميني وعلى أسس راسخة ومنافع مشتركة سعى البلدان لتعزيزها وتطويرها في جميع المجالات منذ استقلال أرمينيا عام 1991 وتوقيع الاتفاقية الدبلوماسية وإقامة العلاقات الرسمية بين البلدين عام 1992. وتأتي زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى أرمينيا اليوم بدعوة رسمية من الرئيس الأرميني سيرج ساركسيان في إطار تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية إضافة إلى بحث آخر تطورات الأوضاع في منطقتي الشرق الأوسط والقوقاز. وقال الدكتور آرشاك بولاديان السفير الأرميني بدمشق في لقاء مع وكالة سانا..إن العلاقات الثنائية بين البلدين على المستوى السياسي متميزة وتشكل أرضية مناسبة لتطوير علاقات التعاون في شتى المجالات. وأضاف.. أن زيارة الرئيس الأسد الرسمية إلى أرمينيا تلبية لدعوة من نظيره الأرميني مهمة وستشكل منعطفاً تاريخياً في العلاقات بين البلدين مشيراً إلى أنها ستشهد توقيع 6 اتفاقيات في مجال تشجيع الاستثمارات وحماية البيئة واتفاقية بين اتحادي الكتاب السوريين والأرمينيين وأخرى بين مكتبة الأسد والمكتبة القومية الأرمينية إضافة إلى اتفاقية بين التلفزيونين السوري والأرميني. وأوضح سفير أرمينيا بدمشق أن زيارة الرئيس الأسد التي تأتي بعد ثلاثين عاماً من زيارة الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى أرمينيا ستشهد أيضاً تنظيم منتدى اقتصادي بمشاركة رجال أعمال من البلدين لافتاً إلى أن هذه الزيارة ستفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات السورية الأرمينية. وقال بولاديان.. إن العلاقات مع سورية تاريخية فأول زيارة قام بها رئيس أرمينيا الأسبق ليون تيربيتروسيان خارج بلاده بعد الاستقلال كانت إلى سورية كما أن أول سفارة أرمينية في العالم كانت في دمشق وخلال السنوات الماضية عاشت العلاقات السورية الأرمينية تطوراً ملحوظاً في جميع المجالات ولدينا مع سورية حوار سياسي مباشر من قبل وبعد توقيع الاتفاقية الدبلوماسية وإقامة العلاقات الرسمية عام 1992 بعد حصول أرمينيا على استقلالها. وأشار إلى أن البلدين يرتبطان بعلاقات سياسية وثقافية وتعليمية جيدة جداً، ففي المجال التعليمي يوجد تبادل طلبة وفق برنامج تنفيذي للتعاون كما يتبادل الطرفان تقديم المنح الدراسية لطلاب البلدين في الدكتوراه والماجستير وكل عام تستقبل سورية في معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة دمشق حوالي 30 طالباً أرمينياً. واختتم السفير الأرميني بدمشق بالقول إن هناك رغبة جادة لدى بلاده لتطوير وتعزيز العلاقات مع الشعب السوري تقديراً لدور سورية البناء والفعال على الصعيدين الإقليمي والدولي آخذين بعين الإعتبار وجود الأرمن في سورية والذين لهم دور نشيط في المجتمع السوري ويعدون جزءا من نسيج هذا المجتمع. وكان وزير الخارجية وليد المعلم زار يريفان في بداية هذا الشهر والتقى خلالها الرئيس الأرميني سيرج ساركسيان وكبار المسؤولين الأرمينيين وأكد الرئيس ساركسيان حينها حرص بلاده على تعميق علاقات الصداقة التاريخية مع سورية وتعزيزها في مختلف المجالات. وسبقت زيارة الوزير المعلم إلى يريفان زيارة نظيره الأرميني إدوارد نالبانديان إلى دمشق في السابع والعشرين من شباط الماضي حيث وقع خلالها البلدان على اتفاقية إلغاء سمات الدخول والمرور على جوازات السفر الدبلوماسية والرسمية بين سورية وأرمينيا. وشهدت علاقات البلدين في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في مجال التعاون السياسي والتعليمي والثقافي والعلوم وعمل البلدان على تعزيز علاقاتهما الثنائية على الصعيد الاقتصادي والتجاري عبر تشكيل اللجنة السورية الأرمينيةالمشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي عام 2007 ونتج عنها توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين إضافة إلى توقيع اتفاقية التوءمة بين غرفتي تجارة حلب وأرمينيا واتفاق إنشاء مجلس أعمال مشترك بين رجال الأعمال في كلاالبلدين كما تم التوقيع حينها على مذكرة تفاهم حول إقامة معارض متبادلة لمنتجات البلدين واتفق الجانبان على تشكيل ثلاث لجان فنية لدراسة الموضوعات المختلفة هي لجنة التجارة والاستثمار والمالية والمصارف ولجنة التعاون الاقتصادي والعلمي والفني ولجنة الصياغة ووضع آلية لمتابعة الاتفاقيات والتوصيات التي توصلت إليها اللجنة في ختام أعمالها. ووقع البلدان عدداً من الاتفاقات والوثائق والبروتوكولات منذ عام 1992 في المجالات التجارية وتجنب الازدواج الضريبي والصناعات الكيماوية والمواصفات والمقاييس والجمارك والنقل البري والجوي والزراعة والسياحة والإسكان والتعمير والصحة والإعلام والثقافة والتعليم. كما يرتبط البلدان بعلاقات ثقافية ممتازة أكدتها السيدة هاسميك بوغوسيان وزيرة الثقافة الأرمينية التي زارت دمشق العام الماضي. وقالت حينها إن السوريين من الأصدقاء الحميمين بالنسبة إلينا في أرمينيا.. ذلك الشعب الذي يمتلئ التاريخ بأعماله الجميلة والرائعة وخصوصاً على صعيد العلاقات مع أرمينيا. وتتمثل أوجه التعاون الثقافية بين البلدين في المسائل المرتبطة بالآثار وإعادة ترميم المخطوطات والمكتبات الوطنية.