سليمان إلى أرمينيا اليوم:اتفاقيات وتبادل للدعم السياسي

داود رمال (8 كانون الاول/ديسمبر 2011-السفير):تكتسب الزيارة الرسمية التي يبدأها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم الى جمهورية ارمينيا وتستمر ثلاثة ايام أهمية، من منطلقات عدة ابرزها تاريخية العلاقة بين البلدين والتي كّرست مع احتضان لبنان للأرمن الذين تحولوا الى مكوّن اساسي من مكونات التركيبة اللبنانية الفريدة، واغنوها بخبراتهم المتنوعة فكانوا من عوامل الاستقرار السياسي والاقتصادي. وانطلاقا من تاريخية العلاقة التي تعود الى قرون خلت سابقة لقيام الدولتين، اختار رئيس الجمهورية ان يرافقه وفد وزاري ونيابي ورسمي متنوع، يضم وزراء، الخارجية عدنان منصور، السياحة فادي عبود، التربية حسان دياب، الصناعة واريج صابونجيان والدولة بانوس مانوجيان، والنواب اغوب بقرادونيان، سيرج طور سركيسيان وجان اوغاسبيان، اضافة الى وفد اداري واستشاري وامني واعلامي، حيث من المتوقع ان تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات تعاون وبروتوكولات، على أن يعقد سليمان جلسة محادثات مع نظيره الارميني سيرج سركسيان وثانية مع رئيس الحكومة الأرمينية ويزور مجلس النواب والبطريرك كراكين الثاني كما يلتقي أبناء الجالية اللبنانية في أرمينيا. وإذ يؤكد مصدر في الوفد المرافق أن «الأرمن اختاروا لبنان وطنا لهم ولم يفرض عليهم هذا الأمر، وكانوا محل احتضان وترحيب من جميع اللبنانيين، كما ان دورهم سابق للاستقلال وتفاعلي مع الاخر»، يوضح ان «هذه الزيارة تأتي في ظل تحديات على ثلاثة مستويات، المستوى العالمي ويتمثل بالعولمة المتسارعة والإرهاب المنتشر والتطرف، وعلى المستوى الإقليمي إذ أن لبنان يواكب التحولات الديموقراطية في المنطقة العربية، وايضا تحديات الاحتلال الإسرائيلي وإقامة السلام العادل والشامل والدائم وعودة اللاجئين الفلسطينيين ورفض التوطين، بالإضافة إلى المستوى الداخلي لجهة تحصين السلم الاهلي والمحافظة على الاستقرار في لبنان وتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والاداري والقضائي». ويوضح المصدر ان «العلاقات اللبنانية ـ الارمينية شهدت خلال الاعوام الماضية تطورا مهما من خلال توقيع اتفاقات تعاون اقتصادية وتجارية وثقافية وتربوية، ولا شك ان المحادثات التي سيجريها رئيس الجمهورية والوفد المرافق مع الرئيس الارميني وكبار المسؤولين في جمهورية ارمينيا ستتناول سبل تنمية هذه العلاقات وتطويرها وتعزيزها وتوقيع المزيد من الاتفاقات وبروتوكولات التعاون، مما يشكل ترجمة عملية للتواصل بين الدولتين المرتكز الى اسس متينة، ومن بينها تواصل الشريحة الارمنية اللبنانية مع ارمينيا. ودور اللبنانيين الارمن في تعميق صلات التعاون على المستويات الرسمية والاهلية، فجسّدوا بذلك صلابة الانتماء الوطني اللبناني، وحافظوا على الوفاء لتراثهم الانساني والحضاري». ويضيف المصدر «إن الزيارة تأتي ايضا في ظل الجهود المستمرة التي يبذلها الرئيس الارميني وحكومته للنهوض بأرمينيا وجعلها في مصاف الدول التي تنطلق من تاريخها النضالي الى لعب دور فاعل ومؤثر في مجموعة الدول المجاورة لها او تلك التي تلتقي مع اهدافها وتطلعات وطموحات شعبها». ورأى المصدر «أن المعاناة التاريخية للشعب الارميني الذي واجه بعناد وتصميم الصراعات بين القوى الاقليمية والدولية، بلورت ارادة وطنية جامعة طوّرت القضية الارمنية من الوجدان التاريخي الى الكيان السياسي وحافظ الشعب الارمني على خصوصيته وتمايزه فكانت جمهورية ارمينيا المستقلة بهمة ابنائها وفي مقدمهم القيادة السياسية التي لعبت دورا مميزا أعطت لبلادها حضورا ودورا يتعزز اكثر فاكثر لا سيما في رعاية قيم الاستقرار والعدالة والسلام». وشدد المصدر على ان «هذه الزيارة الرئاسية ستكون مناسبة ايضا لوقوف ارمينيا الى جانب لبنان في نضاله لتحرير ارضه من الاحتلال الاسرائيلي، وبديهي ان يبادل لبنان ارمينيا دعما مماثلا ومساندة في كل ما يؤدي الى تقدم جمهورية ارمينيا وتطورها وتعزيز سيادتها ويحقق لأبنائها الراحة والاستقرار». وعشية الزيارة، توقع رئيس الجمهورية في مقابلة مع التلفزيون الأرميني امس، عشية مغادرته إلى يريفان في زيارة رسمية تلبية لدعوة من نظيره الأرميني «نتائج كبيرة جداً من الزيارة»، واعتبر سليمان ردا على سؤال أن «تحدياتنا الداخلية تقوم اساساً على تحصين السلم الاهلي والحفاظ على الاستقرار. وهذا يتم عبر الحوار الداخلي الذي بدأنا به ويجب أن يستمر. وتكمن التحديات الداخلية أيضاً في الاصلاح السياسي، واصلاح النظام الاقتصادي والنظام الاداري والقضاء. ولدينا مشروع التنقيب عن النفط وهو يتطلب اقرار بعض القوانين والمراسيم، نحن في صدد اقرارها لتبدأ رحلة التنقيب هذه. كما أن على لبنان أن يستحدث القوانين المالية الجديدة». وراى سليمان انه «لا يكفي أن تتطور وتتحول الدول العربية الى الديموقراطية فحسب، فهناك قضية كبرى في الشرق الاوسط، هي قضية فلسطين. والديموقراطية تقضي بأن يُعطى الفلسطينيون حقوقهم في دولتهم. إن المشهد يكتمل في حال كان المعيار الديموقراطي موحداً في النظرة الى الامور في الشرق الاوسط. لكنني متفائل لجهة الاتجاه نحو الديموقراطية».

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *