غول يدعم ‘مبادرة الشرق الأوسط الأوسع’ التي تقودها أميركا ويقول إنها تتوافق مع رؤية تركيا

( 6 آذار 2006 )- تركيش ديلي نيوز: صرح وزير الخارجية التركي عبد الله غول أن تركيا تؤكد دائماً أن يعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ولأجل ذلك تحتاج المنطقة الى التغييرات بما فيها تعزيز حقوق الانسان ودور القانون ومبادئ السيادة الجيدة وتفعيل سوق اقتصادية حرة.جاء تصريح غول كتابياً رداً على سؤال من البرلمان موجه من النائب مصطفى أوزوريك، عن حزب الشعب الجمهوري المعارض الى رئيس الوزراءرجب طيب أردوغان بخصوص “مبادرة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية الأوسع” التي تقودها الولايات الأمريكية المتحدة ودور تركيا في هذه المبادرة. وتعتبر تركيا إحدى أطراف “حوار دعم الديموقراطية” الذي أطلق في عام 2004 خلال قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى في الولايات المتحدةالأمريكية، وهي تدعم بكثافة النشاطات والجهود المسخرة من أجل نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط. وتقود تركيا الى جانب إيطاليا واليمن الحوارالذي يهدف الى تشجيع مناظرات الاصلاح في المنطقة ضمن مشروع “مبادرة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية الأوسع”.تم التصريح عن مبادرة الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً خلال قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى في حزيران عام 2004 حيث كان الرئيس جورج بوش قد دعا رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إضافة الى قادة دول أفغانستان والجزائر والبحرين والأردن واليمن وممثلين عن الحكومة العراقية. وفي تلك المبادرة ترى واشنطن تركيا، حليفة الناتو، كجسر بين الشرق المسلم والغرب المسيحي. وترحب أنقرة بدور مماثل لها ولكنها تقول إن لاصلاحات على دول المنطقة يجب ألا تفرض من الخارج. كلمة غول في طهران وعلاقتها بـ “مبادرة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية الأوسع”:حتى قبل إدراج “مبادرة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية الأوسع” في جدول الأعمال، كانت تركيا قد عمدت الى سلسلة من الإصلاحات الضرورية في منطقتها، أوضح غول ذلك في كلمة ألقاها في اجتماع وزراء الخارجية في منظمة المؤتمر الاسلامي في طهران في أيار 2003. وأضاف أن مبادرات الاصلاح في بلدان الشرق الأوسط قد بدأت بديناميكية داخلية قبل “مبادرة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية الأوسع”.وحسب المحللين فإن تصريح غول يدل على سياسة تركيا الخارجية. وفي تقرير عام 2004 بيّن الأكاديميون في مؤسسة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية التركية أن تأكيد حكومة تركيا على حاجة الديمقراطية والسيادة الجيدة أتت قبل “مبادرة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية الأوسع”. وأوضح التقرير أن “أول مثال على هذه الفكرة هو رد فعل المسؤولين الأتراك ضد الجدال حول “صدام الحضارات”، وقد لوحظ أن موقف الجانب التركي يتحسن من كونه ضد صدام الحضارات الى المطالبة بسياسة فعالة لمعالجة الصعوبات التي تواجه العالم الاسلامي”. وجاء هذا التحسن بعد كلمة غول في طهران عام 2003 عندما دعا القادة المسلمين ” الى ترتيب بيوتنا أولاً “، حسب التقرير. يجب عدم استخدام القوة:, في تقريره استثنى غول أي تدخل سياسي أو عسكري في بلدان المنطقة ضمن مشروع “مبادرة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية الأوسع”. وقال غول: “جهود التغيير والاصلاح يجب أولاً أن تنتعش بديناميكية داخلية خاصة بالمنطقة”، وأضاف أنه لن يتم تنفيذ النمط ذاته على كافة البلدان. “فالنهج الذي لا يأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل دولة وحساسيتها لا يكلل بالنجاح. إن تحاشي القوة هو شرط أساسي، والديموقراطية هي عملية يجب أن نتوقعها بمعدلات مختلفة وفي دول مختلفة”.وشدد الوزير على الضرورة التي توليها تركيا لكسب دعم دول المنطقة لهذا المشروع وللمشاركة طوعياً دون أي استثناء. “يجب أن تكون دول المنطقة هي الأصحاب المشتركين لهذا المشروع”. وختم غول: “في هذا الإطار، إن الهدف العام من “مبادرة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية الأوسع” التي تشجع سيادة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتحقيق سياسة التفاهم والاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية يتوافق مع رؤية تركيا تجاه المنطقة، حيث لها روابط متعددة الأبعاد وعلاقات جوار مع تلك الدول “.تركيا رسمت خارطة الطريق الخاصة بها.أشار رئيس الوزراء أردوغان الى دور تركيا في “مبادرة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية الأوسع” حين كان يرد على نقد المعارضة ضد السياسة الخارجية للحكومة. وقال أردوغان مشيراً الى “حوار دعم الديموقراطية”: “لدينا وفود استشارية، وقد رسمنا خارطة الطريق الخاصة بنا وترأسنا هذا الطريق. تركيا لها مهمتها في الشرق الأوسط. نحن شركاء في مشروع الشرق الأوسط الى جانب إيطاليا واليمن”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *