جريدة البلد – لبنان 22 حزيران 2006 يولا بارود سماحة سألت المعلمة الطالبة الارمنية:”اذا رأيت شحاذا هل تساعدينه؟” فأجابتها بكل ثقة: “ليس بين الأرمن من شحاذين”. هذه الواقعة تؤكد على مدى تصميم المواطنين اللبنانيين من أصل أرمني، على تحدي أنفسهم والارتقاء إلى أعلى المستويات. فهم منذ حلولهم في هذه الأرض، على دفعات عدة، تعود أولاها الى ما قبل نشوء لبنان الدولة، عملوا على استعادة ما خسروه في وطنهم الأم، بسبب الهجرة الفعلية التي نكبوا بها خلال عامي 1895 و1896، يوم هرب الآلاف من أرمينيا الغربية إلى مختلف أنحاء العالم، ومنهم من لجأ الى لبنان، لتتضاعف هذه الهجرة اللبنانية أيضا أثناء مجازر كيليكيا عام 1909 عبر الساحل السوري باتجاه “ملجأ الأقليات المضطهدة في الشرق”، وخلال الحرب العالمية الأولى، ليشهد مع بدايتها العام 1915 فاتحة رحلة الابادة والتشريد والتعذيب، بعدما تم اقتلاع الأرمن من أرضهم عنوة. ليصبح الصوت مدويا ومسموعا في كل أقطار العالم، كان لا بد من وجود وسائل إعلامية تعطي القضية الأرمنية حقها، وتسمح لهذه الفئة التي باتت تشكل شريحة كبيرة، أن تبقى على تواصل مع ما يجري حولها وبلغتها الأم التي تحمل في طياتها الذكريات الحلوة والمرة، والأهم أنها تحمل جذور هوية ثقافية وحضارية لجماعة ترفض مسح ذاكرتها أو طمس هويتها، رغم اندماجها الوطني الكامل حيثما حلت. هكذا كانت الصحافة الأرمنية في لبنان، وسيلة تواصل ودفاع عن ذات تستحق الحياة، وأداة تثاقف وحضارة لجماعة مميزة في لبنان والمنطقة. مم تتكون صحافة الأرمن في لبنان؟ سؤال يستحق البحث. في جردة سريعة لعناوين الصحافة الأرمنية في لبنان، تظهر عشرات الأسماء ليوميات وأسبوعيات ودوريات مختلفة، كما لاختصاصات سياسية وثقافية واجتماعية ورياضية وغيرها. فالصحافة الأرمنية في لبنان ملازمة لنشوئه في عشرينات القرن الماضي، والأسماء أكثر من أن تحصى: “بونيغ لصاحبها الدكتور ملكونيان ، “ازتاك”، لصاحبها هايك باليان، وكانت الناطقة باسم حزب الطاشناق، جريدة “زارتونك” لحزب الرامغافار، وجريدة “آرارات” لحزب الهانشاك. كما صدرت في بيروت مجلات أسبوعية فنية، ثقافية، أدبية وخاصة بشؤون المرأة، إضافة إلى مجلات ودوريات أخرى. ومن المجلات الأرمنية مجلة “هاسك” التي تصدرها كاثوليكوسية الارمن الارثوذكس، و”ماسيس” لبطريركية الأرمن الكاثوليك، و”باكين” لجمعية “هاماسكايين” للثقافة والتعليم، و”مارزيك” لجمعية الهومنتمن الرياضية والكشفية. شغلت الصحافة الأرمنية حيزا واسعا من اهتمامات “الشعب الأرمني” على مر تاريخه وأوطانه وأقاليم انتشاره ومقامه. إذ يعتبر من أول الشعوب التي أنشأت صحفا خاصة بها في منطقة الشرق الأوسط. ففي سنة 1794 ظهر أول منشور ارمني في منطقة المشرق، وتحديدا في دير بزمار التابع لطائفة الأرمن الكاثوليك، في منطقة كسروان اللبنانية، وهو منشور ديني منسوخ باليد على صفحتين بعنوان “رسالتنا”، ويعتقد انه سبق الصحافة العربية بسبع وخمسين سنة. الفينيق الجديد و”لبنان” الأرمني في بداية العشرينات ظهرت أولى بذور الإعلام الارمني في لبنان بخاصة بعد ارتفاع عدد اللاجئين الأرمن الى الدولة الناشئة بعد 1920. ففي المرحلة الأولى، من العام 1921 حتى العام 1930، قام حزب الطاشناق بتأسيس نواة الصحافة الأرمنية اللبنانية مع صدور أول جريدة عام 1924 تحت اسم “بونيغ” punig أي الفينيق. ليتحول اسمها إلى “نور بونيغ” nor punig أي الفينيق الجديد، لغاية شباط 1927. بعد هذا التاريخ توقفت عن الصدور بسبب الضائقة الاقتصادية التي واجهتها، قبل أن تعود تحت اسم “ازتاك”، الجريدة الأوسع انتشارا في الوسط الأرمني اللبناني لغاية اليوم. الجريدة الارمنية الثانية تأسست في لبنان في العام 1924 وظلت تصدر حتى العام 1935 وحملت اسم “ليبانان” lipanan أي لبنان. لم تكن منتمية إلى أي حزب، لكنها كانت محسوبة على “الهنشاك”، بما انه لم يكن يملك صحافة ناطقة باسمه في تلك الحقبة. وفي تلك الفترة تأسست بعض الصحف الأدبية الأسبوعية مثل “غرتاسيراتس”gratasirats أي محبي العلم، وذلك في العام 1925، و”ساهاك ميسروب” sahag mesrob من العام 1927 حتى 1931 و”تشاهاغير” tchhagir، أي حامل الشعلة، في العام 1929، وغيرها من الدوريات الأدبية والثقافية المتخصصة، إلا أنه لم يُكتب لها الاستمرار لأن المجتمع الأرمني لم يكن مستعدا لاستيعاب هذا الكمّ من الأعمال الأدبية، للأنه كان في طور تضميد جروحه. أصوات الكنائس والأحزاب لم تخل المرحلة الثانية التي امتدت من العام 1931 حتى 1940 من التطور، فشهدت نشاطا فكريا وطنيا، إضافة إلى تطور الأحزاب الأرمنية. في شهر كانون الثاني من العام 1932 أسس كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الارثوذكس (البطريرك) ساهاك خابايان جريدة “هاسك” hasg أي “سنابل”، التي أصبحت المجلة الرسمية الناطقة باسم المرجعية الروحية للأرمن الأرثوذكس. وهي ما زالت تصدر حتى اليوم، وتتناول القضايا اللاهوتية والفلسفية والتاريخية التي تهم الجماعة الأرمنية في لبنان والعالم، كما تهم مختلف الجماعات المتفاعلة معها. وفي شهر آذار من العام نفسه المجلة الشهرية الرسمية لبطريركية الارمن الكاثوليك “افيديك” avedik ، لتصبح لاحقا أسبوعية وتحمل اسم “ماسيس” massis ، وهو اسم جبل ارمني شهير. كذلك كانت للكنيسة الإنجيلية الأرمنية مجلة خاصة بها، حملت اسم “بادانيغان ارتساكانك” badanegan artsaknak ،أي صدى الشباب، التي تأسست سنة 1936، وما زالت تصدر حتى اليوم. إضافة إلى مجلة “تشاناسير” tchanaser ، بمعنى المحب للعمل، التي تصدر عن جمعية “تشانيتس” tchanits الإنجيلية الأرمنية في لبنان وسورية، وقد تأسست في العام 1937 ولم تتوقف حتى اليوم عن الصدور. أما بالنسبة إلى الصحافة الأدبية والثقافية، فلقد خُصّصت لها مجلة “يريداسارات هايوهي” yeridasart hayouhi الشهرية أي الأرمنية الشابة (1932-1934) وتعنى بقضايا النساء، إضافة إلى مجلتين شهريتين أدبيتين هما “هاي كير” hay kir أي الكتابة الأرمنية (1939-1944) ومجلة “دزيادزان” أي قوس القزح (1939 – 1949). النضال بالكلمة… بالكلمات انتهاء الحرب العالمية الثانية وتأسيس الأمم المتحدة كان لهما الأثر الأكبر في دفع الشعب الأرمني إلى النضال لاستعادة حقوقه وصون قضيته العادلة من النسيان أو الطمس. هكذا أصبح للإعلام الأرمني دور بارز في متابعة هذه القضية. فسلطت الأضواء على الإنجازات التي تحققت بواسطة لجان الدفاع عن الحقوق الأرمنية، والمنتشرة في كل بقاع العالم، وعلى مطالبة الشعب الأرمني بحقوقه المغتصبة من قبل تركيا أمام المحافل الدولية. كما تم التطرق بشكل موسع إلى تاريخ أرمينيا والأراضي الأرمنية التاريخية. شهدت هذه المرحلة التي امتدت من العام 1941 حتى العام 1950 ازدهارا في الإصدارات الأدبية والثقافية أهمها: أسبوعية “ازتارار”aztarar 1943-1947 التي تتناول المواضيع الفنية والثقافية. جريدة “غايدز” gayds 1943-1947 التابعة لجمعية الهومنمن، وتسلط الضوء على المواضيع الأدبية، الثقافية، الاجتماعية، الرياضية والفنية. إضافة إلى نشاطات الجمعية في لبنان وسورية. مجلة “اغوس” agos 1944- 1960 وتصدر عن رابطة خريجي ثانوية “ميلانكتون وهايك ارسلانيان” للجمعية الأرمنية للثقافة والتعليم “هاماسكايين”. كانت تصدر مرة كل ثلاثة اشهر، ثم باتت شهرية في العام 1953. وبعدما توقفت المجلة عن الصدور حلت مكانها مجلة “باكين” pakin الأدبية في العام 1962. مجلة “آني” ani 1946-1955 وتهتم بنشر الأبحاث حول الفنون والهندسة الأرمنية، كما تخصص صفحات للأدب العالمي وتقدم ترجمات عنه. جريدة ماسيس masis الاسبوعية من العام 1947 لغاية اليوم، وتصدر عن بطريركية الأرمن الكاثوليك، وهي شبيهة بمجلة “افيديك” إنما أسبوعية. مجلة “يريداسارت هايوهي yeridasart hayouhi 1947-1968 التي تعني الأرمنية اليافعة. وبعد العام 1951 تأسست جرائد ومجلات أخرى: جريدة “ايك” ayk سنة 1953 ثم توقفت عن الصدور، بعدما كانت يومية سياسية اقتصادية مستقلة، لا تنتمي إلى أي من الأحزاب الأرمنية السياسية. جريدة “ناييري” nayiri أسبوعية أدبية، تأسست في سنة 1951 ولا تزال تصدر حتى اليوم. مجلة “بجيشغ” pjishg أي الطبيب، وهي مجلة طبية تنشر الإرشادات الصحية العامة والطبية الخاصة، كذلك تهتم بالتطورات في مجال الطب والعلوم. تأسست سنة 1955، وفي العام 1964 بدأت تصدر عن تجمّع الأطباء الأرمن في لبنان وهي متوقفة حاليا عن الصدور. مجلة “شيراك” shirag، شهرية أدبية فنية، تصدر عن مركز تيكيان الثقافي. تأسست سنة 1956 ولا تزال تصدر لغاية اليوم. “رازميك” razmig تأسست سنة 1973 وهي دورية تصدر عن قسم الشباب في حزب الطاشناق. مجلة “زافاريان ريفيو”، zavarian review شهرية تصدر عن جمعية طلاب زافاريان لحزب الطاشناق، باللغات العربية والانكليزية والفرنسية. تتناول القضية الأرمنية والقضايا الدولية، كما تتطرق الى نشاطات الجمعية. تأسست سنة 1979 ولغاية اليوم. مجلة “مارزيك” marzig ، أي الرياضي، وهي دورية رياضية تصدر منذ العام 1980 عن جمعية هومنتمن الكشفية الرياضية. مجلة “غامار” gamar أي القزح، وهي دورية أدبية تصدر عن الجمعية الارمنية الخيرية منذ العام 2005. جريدة الحزب والمدينة المحتلة لإلقاء المزيد من الضوء على الصحافة الارمنية في لبنان، يوضح المسؤول الإعلامي في حزب الطاشناق، آغوب هافاتيان، أن “مهمة الإعلام الأرمني في الدرجة الأولى، هي وضع القضية الارمنية في سلم اولوياتنا. وتقوم جريدة “ازتاك”، التي يرأس تحريرها شاهان كاندهاريان، بهذه المهمة كغيرها من الجرائد، عبر المتابعة اليومية لهذه القضية”. ويضيف” من هنا واجبنا كأرمن أن نعرّف الجيل الجديد الذي ولد بعيدا عن موطنه الأم، بجذوره وهويته، وأن نؤمن له البقاء على اتصال دائم مع قضيته. إضافة إلى ذلك نقوم بتغطية جميع النشاطات، من دون أن يكون لها الطابع الحزبي، وان كانت جريدتنا الناطق الرسمي باسم حزب الطاشناق”. ويشرح هافاتيان المراحل التي مرت بها الجريدة : “في العام 1927 بدأت “ازتاك” تصدر في4 صفحات مرتين في الأسبوع. وكانت تضم أبواب كلمة العدد، الشؤون السياسية اليومية، أخبار جمهورية أرمينيا، أخبار الأرمن ونشاطاتهم في بلاد الانتشار وأخبار إقليمية ودولية. أما اليوم فتتألف الجريدة من 10 صفحات وأحيانا 12 صفحة”. وعن مصدر التمويل يوضح أن” حزب الطاشناق هو الممول الرئيسي، إضافة إلى الإعلانات والمشتركين. وهناك بعض المتبرعين الذين يساهمون معنا، وذلك إيمانا منهم بمساعدة القضية الأرمنية عبر طريقتهم الخاصة. كما اننا نقوم بإصدار الملحقات التي تغطي القسم الأكبر من المصاريف، حيث يصل عدد المعلنين إلى 250 معلنا تقريبا في كل ملحق للجريدة، ليسوا جميعهم من الطائفة الارمنية، بل بينهم من الجماعات اللبنانية الأخرى ايضا”. ويضيف”أنشأت الجريدة عام 2002 موقعها على شبكة الانترنيت www.aztagdaily.com ، والذي يزوه يوميا آلاف الأرمن في أنحاء العالم. ووفق استطلاع لشركة “اليكسا” فقد احتلت الجريدة المركز الخامس في المواقع الأرمنية الأكثر زيارة”. ويلفت هافتيان الى عدم “ قيام أي دعوى ضد الجريدة منذ تاريخ تأسيسها”، مشيرا إلى انه” يتم التعامل مع الخبر بكل موضوعية وتجرد، وبالتالي فنحن لا ندخل في الزواريب السياسية الضيقة”، موضحا أن “عدد المشتركين يصل إلى نحو 10 آلاف مشترك موزعين بين لبنان، سورية، الكويت، دول الخليج إضافة إلى أميركا وكندا. أما سعر الجريدة في لبنان فهو 1500 ل. ل.”. ويملك أيضا حزب الطاشناق أيضا اذاعة “صوت فان “ voice of van ، وهي الإذاعة الارمنية الأولى والوحيدة المرخص لها من قبل الحكومة اللبنانية ضمن اذاعات الفئة الأولى، وهي تبث مختلف أنواع البرامج الإذاعية، بما فيها الأخبار والبرامج السياسية. أما تسمية “فان” فجاءت نسبة إلى مدينة “فان” في ارمينيا المحتلة من قبل تركيا. اليقظة الدائمة و”الجبل” اليومي تأسست جريدة “زارتونغ” الناطقة باسم حزب الرامغفار، والتي تعني “اليقظة” أو “النهضة”، عام 1936. ويوضح رئيس تحريرها، باريور اغباشيان، أنه “ رغم أنها جريدة يومية سياسية وناطقة باسم الحزب، إنما لا تتم ممارسة أي ضغوط سياسية على موضوعيتها. فنحن نقوم بتغطية جميع الأخبار التي تهم جميع القراء الأرمن داخل لبنان وخارجه. كما ان تغطيتنا شاملة وموضوعية”، لافتا إلى أنها” تصدر يوميا بأربع صفحات ما عدا السبت حيث يصل عدد صفحاتها إلى الثماني”. عن التمويل يقول اغباشيان: ”الحزب يقوم بتمويل الجريدة، إضافة إلى الجمعية الثقافية “تكيان” tekeyan التابعة لحزب الرامغفار، والتي تساعد على تغطية النفقات. من دون أن ننسى الاشتراكات والإعلانات”. ويضيف: “تطبع جريدة “زارتونغ” نحو 4 آلاف عدد يوميا تتوزع على ما يقارب 2000 مشترك، أما سعرها فهو1500 ل.ل”. وفي المقابل ظلت جريدة “آرارات” Ararat تصدر من العام 1937 حتى العام 2001 بشكل يومي، لتصبح منذ العام 2002 لغاية اليوم أسبوعية، على أن تعود إلى سابق عهدها، أي الوتيرة اليومية للصدور، مع مطلع الخريف المقبل، وفق ما صرّح به رئيس تحريرها أهارون شخردميان ، نافيا أن “يكون الدافع لهذا التحول أسبابه المادية، بل من اجل تسليط الأضواء على اهتمامات القارئ بشكل أفضل، وبالتالي إعطاء مساحات واسعة في التحقيقات والمواضيع الإنسانية، إضافة إلى التغطيات المختلفة. من هنا انتقالنا من أربع صفحات يوميا إلى 22 صفحة أسبوعيا”. جاءت التسمية تيمنا بجبل “آرارات” في أرمينيا، وتعتبر الجريدة ناطقة رسمية باسم حزب الهانشاك. وعن سياستها يقول شخردميان: “نتبع الخطوط السياسية التي يرسمها الحزب، علما انه لا تتم السيطرة أو الهيمنة على أي خبر، بل نقوم بتغطية جميع الأخبار بمنظار موضوعي، من محلية وإقليمية ودولية، وليس الأخبار الحزبية وحدها”. يتم طبع نحو 2500 عدد موزعة بين لبنان وسورية، إضافة إلى بعض الدول الأوروبية. سعر الجريدة الأسبوعية 2000 ل.ل. ، على أن يعود السعر إلى 1000 ل.ل. مع الصدور اليومي. وتجدر الإشارة إلى أن القضية الأرمنية تأتي في سلم اولويات الجرائد اليومية الأرمنية، ولا يمضي يوم من دون التطرق اليها، علما أن العقد الأخير شهد تطورات ايجابية جدا بالنسبة الى الشعب الأرمني، ليس أقلها قيام دولة أرمينيا السيدة والمستقلة، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. لكن الأساس أن هذا الشعب عرف كيف يحفظ ذاكرته وهويته الجماعية الخاصة، وعرف كيف يبلور حقه الطبيعي في ذاتيته الثقافية عبر التربية والاعلام وغيرهما من مجالات العمل العام. ويبدو واضحا أن دور الصحافة الأرمنية في هذا السياق كان كبيرا ومؤثرا.