“لموند” تصف علييف بالسفاح

(15 حزيران/يونيو2012-armradio):نشرت صحيفة “لموند” الفرنسية واسعة الانتشار مقالاً عن الدكتاتورية في أذربيجان. وكتب غايوم بيريه في “لموند” “إن “يورو فيجن” كانت الحدث الدولي المميز الأول الذي استضافته أذربيجان الفتية. إنها تتيح الامكانية لإلهام علييف الذي يرأس البلاد منذ عام 2003 بقبضة من حديد للاهتمام بالدعاية لنفسه. إن هذه الجمهورية الصغيرة في جنوب القوقاز المحصورة بين إيران وروسيا والغنية بالموارد الطبيعية ترغب من أجل استدراج المستثمرين الأجانب في تقديم نفسها كدولة تتبنى القيم العلمانية والعصرية. ولكن الوقائع التي ولدتها الدولارات النفطية تقبع وراء المشهد. توجد في أذربيجان إدارة سفاحة وتدمن على السرقة وضعت جميع الثروات في أذربيجان بيد أناس محدودين من المحيطين بها. في عام 2009 أجرى الرئيس علييف استفتاءً أثار استغراب الجميع وأمّن لنفسه بنسبة 90 بالمئة من الأصوات امكانية الانتخاب كرئيس مدى الحياة. أغلب الاحتمال هو أن الانتخابات الرئاسية التي ستجري في أذربيجان في العام القادم ستكون ذات طابع شكلي. عائلة علييف التي تحكم أذربيجان منذ 45 عاماً من فترة الاتحاد السوفيتي تسيطر حالياً على جميع الثروات في البلاد بالاشتراك مع باشاييف عائلة السيدة الأولى من طرف الأب. يحكم الرئيس الجديد لأذربيجان إلهام علييف البلاد على أساس عبادة ذات والده حيدر علييف، فصوره وشعاراته مُلصقة في كل أنحاء البلاد، وفي العاشر من مايو أيار من كل عام يُنظم في أذربيجان في يوم ميلاد حيدر علييف “عيد الزهرة” وينفق حوالي 70 مليون دولار لأجل ذلك. هذا الأمر يقرّب أذربيجان الى المسمى بـ”كوريا الشمالية الغربية”، فإلهام علييف يمنع بحذر كبير الديموقراطية في البلاد. بعد كل انتخاب يدلي المراقبون الدوليون ببيانات تشير الى اتهامات في اجراء خروقات صارخة. أما الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في عام 2010 فقد زورت الى درجة بحيث أن أي معارض لم يصل الى البرلمان. تبدي السلطة الأذربيجانية تسامحاً ظاهرياً تجاه الحزبين المنافسين لها الجبهة الشعبية ومساواة، إلا أن الآلاف من أعضاء هذين الحزبين يلقى بهم في السجون أو خارج البلاد بين حين وآخر. إن التظاهرات محظورة ولا يمكن الآن الكلام عن حقوق الانسان. وبسبب السياسة العسكرية والدكتاتورية ظهر إسم الرئيس الأذربيجاني في قائمة الصحافة للأعداء السفاحين، فيوجد في أذربيجان صحفيون معتقلون وقد كتبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها المنشور في ابريل نيسان أنه حُكم على الصحفيين الذين انتقدوا السلطة وأُلقي بهم في السجن وأُجبروا على دفع غرامات كبيرة حتى أن اتهامات باطلة في حيازة المخدرات وجهت لأناس كتبوا مقالات انتقادية. تخاف السلطة كثيراً من تكرار الثورات العربية في أذربيجان ولهذا السبب ألقت بمئات المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية في السجون. ترغب الدول الكبرى وبضمنها الاوروبية في الاستفادة من ثروات النفط والغاز وإنشاء ممر لنقل الطاقة الى اوروبا يتجاوز روسيا. يصرّ حلف شمال الأطلسي على نشر منظومات مضادة للصواريخ في أذربيجان ولفرنسا أيضاً مصالح في المنطقة، فإلهام علييف حاز على وسام الصليب الكبير لفرقة الشرف في عام 2007. وفي مارس آذار من ذلك العام إفتتح وزير الثقافة الفرنسي آنذاك والسيدة الأولى في أذربيجان مهربان علييف معرضاً في باريس بتمويل صندوق حيدر علييف الذي يعتبر الصندوق الرئيسي لمخطط النفقات المشكوك بها في أذربيجان. وشبّه “ويكيليكس” عائلة علييف بسبب تلك العلاقات المشبوهة بمافيا دون كارليونه في صقلية. بدأت أذربيجان التي لها علاقات متوترة مع كل من إيران وروسيا بالتقرب من إسرائيل ما لا يعجب الكثير من الأوساط. تصرّ إسرائيل على نشر قاعدة جوية على الأراضي الأذربيجانية تستهدف إيران”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *