(24 ايار 2006 ) – واشنطن : أوضحت الهيئة الوطنية الأرمنية في أميركا أن أكثر من 60 عضوا في الكونغرس الأميركي يقودهم إيد ماركي بعثوا برسالة الى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس يطالبون فيها بتوضيح حول تقارير استدعاء سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى أرمينيا جون إيفانز على أثر تصريحاته حول الإبادة الأرمنية . وأرسلت الرسالة عشية إعلان البيت الأبيض تعيينها لريتشارد هوغلاند سفيراً جديداً للولايات المتحدة الأميركية لدى أرمينيا. وسوف يسرّح إيفانز من مهامه حين يتم الانتهاء من المصادقة على قرار مجلس الشيوخ على تعيين هوغلاند. وقامت الادارة الأميركية باستدعاء إيفانز بعد تصريحاته في شباط العام الماضي حين وصف بدقة الإبادة الأرمنية على أنها “إبادة”. وعلى إثر ذلك أجبر السفير إيفانز على تقديم تصريح إضافي، يوضح فيه أنه عبّر عن رأيه الشخصي فقط بشأن إبادة الأرمن وأن السياسة الأميركية لم تتغير. وبعدها قام بتعديل لتصريحه السابق وذلك باستبدال عبارة الابادة ب ” مأساة ” . كان اتحاد خدمة الخارجية الأميركية قد قرر منح إيفانز جائزة رفيعة المستوى لاعترافها بإبداعه في الخدمة الخارجية، ومن ثم سحبت الجائزة بضغط من الإدارة الأميركية قبل عدة أيام من زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى واشنطن للقاء الرئيس بوش. وقال المدير التنفيذي لمكتب الهيئة الوطنية الأرمنية في أميركا آرام همباريان إن السفير إيفانز استدعي فقط لأنه شرّف عهد رئيسه المنبوذ. وشكر عضو الكونغرس الأميركي وزملائه لطلب توضيح على رفض الإبادة الأرمنية التي فرضت من قبل الحكومة التركية وضغطت من قبل الخارجية الأميركية. وأضاف أن الأرمن الأميركيين يأسفون لأن الإدارة الأميركية لا تتجرأ على الحديث بشأن أسباب طرد السفير . وطالب عن طريق لجنة العلاقات الخارجية (وتعتبر هيئة الكونغرس المكلفة دستورياً للنظر في التعيينات الدبلوماسية) بجلسة استماع لدراسة أسباب الطرد ودور الحكومة التركية والتوريط الأوسع لمكتب خدمة الخارجية في المستقبل بألا يتم توقيف مهمة دبلوماسي فقط لتحدثه عن الحقيقة. وقد أعرب الأعضاء 60 عن قلقهم بشأن السابقة في استدعاء دبلوماسي أميركي يتحدث بالحق حول أمور تاريخية. وكتبوا في العريضة أنهم لن يسمحوا بتوقيف السفير عن مهامه إثر تسميته أحداث عام 1915 على أنها إبادة، مشيرين الى أن الرئيس رونالد ريغان قد ألمح الى الإبادة الأرمنية، حيث قاموا بتذكير وزيرة الخارجية أن السفير إيفانز لم يفعل شيئاً سوى أنه ردد استنتاجات أعلنها ممن سبقه. وقد عبرت تواقيع أعضاء الكونغرس عن قلقهم حول دور الحكومة التركية في توقيف السفير. وتساءلوا إن كانت الولايات المتحدة تسمح لآراء دولة ثالثة بالتدخل بشؤون تعيين الدبلوماسيين في جمهورية أرمينيا. وأن هذا سيؤثر سلباً على علاقات الثقة والصداقة القائمة بين البلدين.وقال عضو الكونغرس ماركي إنه يأمل في أن هذه الخطوة السريعة ليست متعلقة بما صرح به السفير حول الإبادة الأرمنية. وقد قام أكثر من 60 عضوا بالتوقيع على رسالة موجهة الى وزيرة الخارجية مطالبين فيها بالإجابة على أسئلة حول ما اذا كان السفير إيفانز قد أجبر على ترك مهامه ومنصبه.وفي آذار الماضي أعرب رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية في أمريكا كين خاتشيكيان عن خيبة أمله عندما جاء في التقرير أنه سوف يتم معاقبة السفير إيفانز بشأن الإبادة الأرمنية. وأن فترة مهامه سوف تختصر بسبب وصفه الحقيقي للإبادة وأنه خرق قيم الولايات المتحدة الأميركية وخاصة بخصوص الصفاء الأخلاقي الذي طالب به الرئيس بوش بما يخص الشؤون الدولية.وفيما بعد، طالب العديد من أعضاء الكونغرس وزيرة الخارجية توضيح موقفها بهذا الشأن. وقد أشارت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” في افتتاحيتها الى توقيف السفير إيفانز مطالبة الحكومة التركية ووزارة الخارجية الأمريكية بإنهاء سياساتهما في إنكار الإبادة الجماعية.