(9 كانون الثاني/2012-البناء):أعلنت الكنيسة الأرمنية في محافظة دهوك في العراق من يومين أن نحو 10 آلاف أرمني هجروا أو اضطروا إلى الهجرة من العراق خلال أعوام الاحتلال الأميركي، وبينما دعت الجهات الحكومية لحماية «الأقليات» من الاستهداف، أعرب مواطنون أرمنيون عن تفاؤلهم بالمستقبل مؤكدين تمسكهم بهويتهم العراقية. وقال راعي كنيسة الأرمن الأرثوذكس في دهوك الأب ماسيس شاهينيان في تصريح صحافي، إن «عدد أفراد الطائفة الأرمنية الباقين في العراق شهد تراجعا ملحوظاً بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية خلال سنوات الاحتلال»، مبيناً أن «الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن عددهم حاليا يتراوح ما بين 15 إلى 16 ألفا في حين أن عددهم تجاوز قبل عام 2003 الـ25 ألف شخص”. وأعرب شاهينيان عن مخاوف الأرمن «من أن تسيطر جهات غير ناضجة على الحكم في العراق، ما سيؤثر سلباً على واقع الأقليات»، داعياً الجهات الحكومية إلى حماية الأقليات العراقية. وأشار راعي كنيسة الأرمن في دهوك إلى أن «الأرمن في العراق جزء من النسيج الاجتماعي وهم يفتخرون بهويتهم العراقية»، لافتاً إلى أنهم «ساهموا بفاعلية في بناء العراق والتضحية من أجله”. وتعيد بعض المصادر وجود الأرمن في العراق إلى زمن يزيد على المائة عام، وتتمركز أغلب العائلات الارمنية في محافظات نينوى وبغداد وكركوك والبصرة، ودهوك. سيتراك ميساك كيفوكيان ناشط أرمني، يعتبر أن الأوضاع الأمنية السيئة دفعت الآلاف من الأرمن العراقيين للهجرة إلى الخارج خلال السنوات الماضية، مبيناً أنهم «تركوا أملاكهم ومصالحهم وأحبابهم، بحثاً عن حياة آمنة”. يرغبون بالعودة وأضاف ان «الأرمن العراقيين يعيشون في الخارج أوضاعاً صعبة، وأغلبهم يرغبون بالعودة إلى العراق في حال استقرت الأوضاع الأمنية«. من جهتها، قالت المواطنة سوزين نيشان: «تركت العراق عام 2005 بسبب الظروف الأمنية واتجهت إلى أرمينيا للاستقرار فيها»، مضيفة: «وقد عدت مؤخراً من أرمينيا لكي أعيش بشكل نهائي في العراق لأنني لم أستطع مواصلة حياتي هناك»، حسب قولها. وأضافت نيشان: «أنا متفائلة ولدي أمل كبير باستقرار الأوضاع في العراق»، مؤكدة في الوقت نفسه أن «الأوضاع المعيشية في العراق تتجه نحو الأفضل مقارنة مع الأعوام الماضية«. يذكر أن عدد الأرمن في العراق كان يزيد في السنوات السابقة على 25 ألفاً، إلا أن هذا العدد تراجع في الأعوام الأخيرة بسبب تهديدات الاحتلال والجماعات الإرهابية الأمنية التي دفعت الكثير من العائلات الأرمنية للهجرة إلى الدول الغربية. وتشير المصادر الأرمنية المطلعة في محافظة دهوك، إلى أن أكثر من 200 عائلة أرمنية استقرت في المحافظة لا سيما في قضاءي زاخو وسيميل، بعد نزوحها من مدن عراقية عدة خوفاً من تهديدات الجماعات المسلحة. وشهد الأرمن اكبر عملية نزوح جماعي إلى العراق بداية العشرينيات من القرن الماضي إثر تعرضهم إلى حملة إبادة من قبل السلطات التركية، راح ضحيتها أكثر من مليون شخص بحسب المصادر الأرمينية.