(5 كانون الثاني/يناير 2014- القاهرة): قال الدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر بآداب دمنهور أن عصر محمد علي ( 1805- 1848 ) يعد فترة ذهبية للأرمن في مصر عموما والإسكندرية خصوصا,حيث تكاثروا بشدة هناك نظرا لاشتغالهم بالتجارة واستقرار بوغوص بك يوسفيان- الأب الروحي لهم- هناك بعد أن قلده محمد علي منصب ” ناظر ديوان التجارة ” منذ عام 1826 . وقد أدت هذه الكثافة إلي بناء كنيسة ومدرسة لهم في شارع ” أبوالدرداء” وتمركزوا في المناطق المحيطة به. وأشار في دراسته التي أجراها تحت عنوان”أرمن الإسكندرية ودورهم فى الحياة المصرية”إلي أن الارمن استأثروا بمنصب المسئول الأول عن جهاز التجارة والخارجية الذي تعددت مسمياته علي امتداد القرن التاسع عشر,فعندما اتسعت تجارة مصر الخارجية بين عام 1819 – 1826 ، استلزم هذا تنظيم مؤسسة خاصة للتجارة بالإسكندرية تقلد إدارته الارمني بوغوص بك يوسفيان – كبير تراجمة محمد علي الخصوصيين – منذ أبريل 1826 تحت مسمي ” ناظر ديوان التجارة ” وعندما أعاد الباشا تنظيم الإدارة المصرية في عام 1837 نظمت الأمور التجارية والخارجية في ” ديوان التجارة المصرية والأمور الإفرنجية ” . وقد أداره بوغوص أيضا تحت مسمي ” مدير ديوان التجارة المصرية والأمور الإفرنجية ” حتي وفاته في 11 يناير 1844 ,وهكذا كان بوغوص يوسفيان الأرمني أول وزير لخارجية مصر في العصر الحديث. ومارس أرمن الإسكندرية تقريباً جميع الانشطة الاقتصادية علي المستويات الصناعية والحرفية والمهنية والملكيات العقارية ,حيث أسسوا بالثغر أكثر من “13 “مطبعة أقدمها مطبعة وزنكوغراف نازاريتيان التي تأسست عام 1899,وفي مجال الصناعات المعدنية اشتهر مصنع إخوان فاهان وموشيغ دير مينجيان الذي تأسس عام 1918 بشارع الأشرف باللبان ، ومصنع جبريان للصناعات المعدنية الذي تأسس عام 1922 في شارع البيضاوي باللبان,وفي عام 1936 أسس أونيج بولجاريان مصنعا صغيرا بالثغر لإنتاج محابس برونز وطلمبات زهر . وفي حقل صناعة البراميل ، أسس أرام إينماجيان ” الشركة الأهلية لتجارة وصناعة البراميل” عام 1953 في شارع الإسناوي بالورديان . وفي ميدان صناعة السبائك ، أسس ديران كالفيان في عام 1960 ” مولي ميتال” لصهر الرصاص ، وفيما يتعلق بالصناعات المعدنية المحلاة بالبلاستيك ، نجد مصنع بكمزيان المؤسس عام 1947 ,أما في حقل الهندسة الميكانيكية ، فقد برزت منشأة ” أرتين إسبنجيان ” وشركاه التي تأسست عام 1931 في شارع محطة مصر بالإسكندرية . وفي إطار الخراطة الميكانيكية ، أسس دير ساهاجيان ورشته في اللبان . كما أسس أرداشيس فارتان ورشة لصناعة الآلات الميكانيكية عام 1944 بشارع النور في قسم اللبان . وفيما يتعلق بصناعة المسامير ،فقد اشتهر مصنع ” كنج عثمان ” الذي أسسه نوراير بن أوهانيان عام 1948 في شارع المحافظة.كما اشتغل أرمن الإسكندرية في صناعة عدد وابور الجاز مثل مصنع ” بيولس” في سيدي إسكندر بقسم اللبان وأسسه باجميان ومصنع ” فولكان” الذي أسسه هراتش كالينيان وولده رافي عام 1961 في شارع بوغوص يوسف باللبان . أيضا اشتهر أرمن الإسكندرية بصناعة الأحذية,وأشهرها مصنع أحذية سيسل بشارع المينا الشرقية ومصنع برج إيفيل للأحذية في شارع قبو الملاح بالجمرك ومصنع أحذية أرتور بشارع طريق الحرية,ومصنع أحذية زينيت بشارع المحافظة,ومصنع أحذية النمر بسموحة,كذلك دباغة الجلود التي اشتهرت بها مدبغة مارديج ضربهانليان وشركاه المؤسسة بالثغر في عام 1933,وصناعة شنط السيدات في مصنع هايج أشجيان المؤسس عام 1945 في حى بالعطارين,كما اشتهر الأرمن في صناعة الدخان وتجارته خاصة مصانع إيبكان وماتوسيان وميلكونيان وجامسراجان. أما في ميدان التجارة بالجملة والقطاعي ، فقد احتل التجار الأرمن ثقلاً مهماً في ميزان النشاط الاقتصادي الارمني السكندري . فقد حصل خليل باشا خياط من الحكومة المصرية في 25أبريل1887 علي حق احتكار استيراد التنباك منذ أول يولية 1890 حتي 30 يونية 1919 . وكان المقر الرئيسي ل” شركة احتكار التنباك ” في ميدان محمد علي بالإسكندرية,وفي مجال استيراد الزيوت المعدنية ، برز “بيت مانتاشوف وشركاه” وهو البيت الوحيد الذي استورد البترول الروسي ،ويقع مركزه الرئيسي بمصرفي شارع كنيسة دبانة بالثغر . وانتشر تجار ال”مني فاتورة ” في شارعي مولاي محمد وفرنسا . كما امتهن الأرمن العديد من المهن والوظائف الحكومية والخاصة . فقد انتشر الأطباء الأرمن في : كامب شيزار وفرنسا وسعد زغلول والإبراهيمية وجامع العطارين . واشتهر عدد من الأجزاخانات التي يمتلكها أرمن مثل البيون والصحة بالإضافة إلي معامل التحاليل الطبية مثل كشيشان وليفون بالإسكندرية,ومن أشهر حكيمات ومولدات ( قابلة ) الثغر مدموازيل أنا سيراكيان “حكيمة ومولدة أمراض النساء من مستشفيات لندن دبلوم من جامعة لندن ” . وهناك أيضا فارتوهي أبراميان حكيمة ومولدة.