حيفا نت 23 كانون الاول/دسمبر 2009 تقرير رزق ساحوري جريدة حيفا تتطرق في هذا التقرير الى الجالية الأرمنية في حيفا وتلقي الضوء على هذه الأقلية ألتي تعيش في هذه المدينة تحافظ على ثقافتها الأرمنية،لغتها،عاداتها،وتعيش النكبة التي بأبناء الشعب الأرمني في عام 1915 الذين هم جزء لا يتجزأ من هذه المرحلة التاريخية المظلمة والقاسية التي حلّت بهم من قبل الدولة العثمانية عام 1915. فلأول مرة تجري جريدة عربية في البلاد تقريرا شاملا عن أرمن حيفا وتفسح المجال لأبناء حيفا من جميع الطوائف والديانات بأن يتعرفوا على جالية محافظة تحن الى الوطن الأم أرمينيا. فقد توجهت يوم السبت الماضي الى حي وادي النسناس رغم الأحوال العاصفة والأمطار لأبدأ تقريري عن أرمن حيفا حيث كنت على موعد مع شاب في ال 26 من عمره يدعى بيير ينطق اللغة العربية ويجيد لغة شعبه الأرمني وملم بتاريخه. فبعد أن زرنا كنيسة الأرمن(مار الياس) في وادي النسناس توجهنا الى بيت جدته مريم التي استقبلتنا بحفاوة وقد أعلمها حفيدها بأنني أعد تقريرا عن الأرمن وبودي أن أطرح عددا من الأسئلة. فبدأت مريم الجدة بالجواب على كل سؤال بلغتها الأرمنية وقليل من العربية وبعد الإصغاء التام من قبل حفيدها يقوم بالترجمة الى العربية وهكذا استمر لقائي نحو ساعة والأمطار تنهمر والرياح تعصف الى أن وصلت قريبة الجدة مريم والحفيد بيير الى بيتها في شارع الحريري على بعد أمتار من بيت مريم وبعد أن عرّفتها على نفسي وتعرّفت عليها بدأنا بحديث مطول استغرق نحو ساعتين. وبعد أن أنهينا اللقاء في بيت مريم الذي تحول الى متحف أرمني من صور قديمة وأدوات منزلية أرمنية ورموز وشعارات أرمنية وصور عائلية قديمة ما زالت تحافظ عليه. ودعتها وشكرتها على هذا اللقاء وتوجهت برفقة بيير الى نادي الأرمن وهناك أجريت اللقاء معه حيث كان صريحا وكان لقائي به ممتعا فهو الشاب من الجيل الشاب يحمل راية جدته في الحديث عن القضية الأرمنية ويشعر بالألم مما حلّ بشعبه. لهذا لا بد من لكحة تاريخية نوردها للقراء الأعزاء عن المجزرة الأرمنية التي هي محور التقرير . فوصول الأرمن الى البلاد ليس لأنهم شعب متنقل أو مستعمر بل لأنه شعب تعرّض لأول مجزرة في التاريخ الحديث عام 1915 في أواخر الحكم العثماني وكان لهذه المجزرة تبعيات تاريخية ما زالت حتى يومنا هذا. لمن تتبع الطائفة الأرمنية في حيفا،كنيستها وهل تفكر الطائفة ببناء كنيسة جديدة؟ نحن مركزنا في القدس في البلدة القديمة وتعرف بحارة الأرمن، عدد الأرمن في اسرائيل 7500 أرمني،الأغلبية في القدس نحو 3000 آلاف أرمني،والباقون يعيشون في يافا،حيفا،الرملة،بئر السبع،إيلات…. يرأس الطائفة الأرمنية بطريرك الأرمن في القدس الذي تجاوز عمره 90 عاما وهو تركم مانوكيان حيث يرأس الأرمن في الأردن،فلسطين واسرائيل. تمتلك الطائفة الأرمنية كنيسة في يافا،وكنيسة في الرملة ولها املاك في القدس ولكن في الرملة عدد أبناء الطائفة قلائل. أما في حيفا فللطائفة الأرمنية كنيسة مار الياس(بالأرمني يغيا) تقع شارع الخوري 23 أ”/ درب حنا نقارة في قلب حي وادي النسناس،بمحاذاة النادي الشيوعي القديم في وادي النسناس أو بستان الشيوعية. أما عدد أبنائها في حيفا نحو 2100 شخص حيث انضم الى الطائفة الأرمنية قادمين جدد أرمن. للطائفة الأرمنية مقبرة في كفار سمير والكنيسة في وادي النسناس ولا يوجد لدينا أملاك نديرها فالأملاك في القدس ويافا والرملة. كنيسة “يغيا” مار الياس كانت في السابق بيتا فخما(فيلا) لأحد أثرياء حيفا لبناني الأصل فقامت الطائفة الأرمنية بشراء هذا البيت وحولوه الى كنيسة في عام 1927. قبل 6 أعوام حاولت البطريريكية الأرمنية بأن تحصل على تراخيص من قبل بلدية حيفا لهدم المبنى الذي يحتوي على كنيسة، بيت، وساحة لإقامة كنيسة أرمنية جديدة ومركز ثقافي ونادي لأبناء الطائفة الأرمنية. ولكن بلدية حيفا رفضت بسبب كون هذا المبنى تاريخي هام يجب المحافظة عليه كأحد معالم حيفا الهامة. ولكن حتى نحافظ على مبنى الكنيسة الداخلي قمنا بأعمال ترميم وفي فترة لاحقة سوف نرمم سقف القرميد، حتى نقدم الخدمات الدينية لأبناء رعيتنا. حيث نقيم الصلاة أيام السبت مرة كل أسبوعين،من أكاليل، العماد،الجنازات في حال وفاة أحد من أبناء الطائفة. فهذه الكنيسة تجمعنا وتعرّفنا على بعض وتقرّبنا في الأفراح والأحزان. كيف وصل الأرمن الى حيفا ولماذا؟ كان غالبية الأرمن يعيشون في عتليت(مزرعة الشيخ بريك) أقامها أنطون قبل عام 48 حيث بقيت نحو 25 عائلة أرمنية حتى عام 85-1984. مازال في القرية مقبرة وكنيسة صغيرة. كما كانت القرية مجمعا ونقطة التقاء للأرمن في اسرائيل حتى خرجت آخر عائلة أرمنية الى حيفا. أما في حيفا فقد ابتدأ وصول الأرمن في عام 1927 حيث افتتحوا النادي وأقاموا الكنيسة الحالية. كيف تحافظ على علاقتك ككاهن للرعية و بين ابناء الطائفة في حيفا؟ جميع أباء الطائفة أخوتي فمنذ 5 سنوات حيث توليت رعيّتي في حيفا ونحن على علاقة وثيقة. أقوم بزيارة البيوت،ونادي “الهومنت- من” homentmen في شارع الجبل(هتسيونوت) وأعلّم الدّين المسيحي والطقس الأرمني واللغة الأرمنية أيام الأحد. ما هي علاقة الأرمن بباقي الطوائف في حيفا؟ علاقة جيدة،فكل طائفة أو كنيسة تحافظ على طقوسها الدينية،ولكن هناك فرق في اللاهوت الديني والتقويم الشرقي والغربي. فنحن الأرمن الأورثوذكس نعيّد حسب التقويم الشرقي وهناك 13 يوما فرق ما بين التقويمين. نبلنديان نويم تعيش في القدس،قلبها في حيفا،عاطفتها للوطن الأم أرمينيا كان لقائي بهذه المرأة صدفة حيث أظهرت في لقائها حبها للوطن الأم وللغتها وشعبها ومدى فهمها لقضية الشعب الأرمني إنها نلبنديان نويم- حيفاوية (تقرب لمريم ابنة 83 عاما جدة بيير) الجذور،تعيش في القدس مع زوجها وأولادها. ولكنها ما زالت تحافظ على بيت العائلة في شارع الحريري في وادي النسناس التقيتها صدفة حيث أتت كعادتها لتزور بيتها ولزيارة الأقرباء في حيفا وتتنشق هواء حيفا وتعود الى القدس الى بيتها وعملها كممرضة في مستشفى هداسا جبل سكوبوس. انها امرأة ذكية متعلمة ملمّة بسبع لغات،وبضمنها لغة الأم (الأرمنية) وترأس الجمعية الخيرية الأرمنية في القدس،ملمّة بتاريخ الأرمن،أوضاعهم،نضالهم من أجل حقوقهم والحفاظ على هويتهم.لمست فيها المرأة المناضلة المتشبثة بجذورها تحمل الراية الأرمنية وقضية شعبها أينما تكون. فكان لنا هذا اللقاء. حدثينا عن جذورك في حيفا؟ انا ولدت في حيفا لعائلة أرمنية وطنية جدا،جدي وجدي من قرية في عتليت تدعى الشيخ بريك،قضيت طفولتي في هذه القرية.تعلمت في مدرسة راهبات الناصرة في حيفا وأنهيت موضوع التمريض في مستشفى رمبام وتزوجت الى القدس من أرمني وطني من أبناء شعبي،أم لأربعة. أنا نائبة المديرة في قسم تأهيل المرضى في المستشفى هداسا(سكوبوس) ومسؤولة عن معالجة الجرحى في المستشفى. عندنا نادي للأرمن (هومنت من ) في شارع الجبل في حيفا، كلّ طفولتي قضيتها هناك. كان أبي المرحوم وطني جدا،وشرّش فينا الوطنية. فمنذ طفولتي عرفت أنني سأتزوج أرمني،وطني، وأربّي عائلة أرمنية. فحبّي الأول للوطن الأم أرمينيا،والقومية الأرمنية. فالشعب الأرمني مشتت ويجب الحفاظ على قوميته،فأنا أناضل في اللجنة ألتي تطالب بحقوق الأرمن كإعتراف ب”المجزرة الأرمنية” من قبل الدولة العثمانية(التركية) عام 1915. والإعتراف بأرمينيا الحرة المستقلة، الموحدة. وهناك حقوق يجب أن تعود وأراضي يجب أن تعود الى أهاليها. حدثينا عن الجمعية الخيرية ألتي ترأسيها؟ الجمعية الخيرية الأرمنية تأسست في نيويورك قبل 100 عام ففي العام القادم سوف نحتفل بمرور 100 عام على تأسيسها. أما في القدس فقد تأسست الجمعية عام 1935، وفي حيفا تأسست عام 1937. ففي القدس احتفلنا قبل عامين بمرور 75 عاما على تأسيس الجمعية. الجمعية الخيرية تأسست بعد تشتت الأرمن في العالم فهناك حاجة لخدمة الأرامل، والمسنين،والأيتام. فخلال 70 عاما حافظنا على قوميتنا ولغتنا ولم يكن هناك دولة أرمنية مستقلة ونحن في الشتات بعيدون عن وطننا. وفي عام 1991 استقلت الدولة الأرمنية بعد انهيار الإتحاد السوفييتي، فانصب جهدنا بمساعدة شعبنا في أرمينيا من أطفال مشردين،المسنين،بأن يعيشوا بكرامة. فأنا متبنيّة يتيمين يعيشون بأحضان عائلتهم ولكنني أكفلهم وشهريا يتلقون الدعم المادي للحفاظ على كرامتهم. حدثينا عن بيتك في حيفا ؟ ما زال بيتي في شارع الحريري قائما،حيث عشت مع عائلتي وتربّيت وخرجت عروسا من هذا البيت. لبيت العائلة ذكريات وحنين ولهذا أحافظ على البيت وأبقيت الصور والأثاث وجميع الذكريات في مكانها. والدي توفي وأمي ما زالت في بيت خالتي في شارع ي.ل. بيرتس،آتي لزيارة أخي وصديقاتي،نادي الأرمن، الكنيسة في شارع الخوري، البيت في شارع الحريري،عندي جذور عميقة في حيفا وعندي بحر حيفا الذي يميزه عن القدس. حدثينا عن الأرمن في اسرائيل؟ هناك 3 أنواع من الأرمن منهم الحجاج الذين وصلوا البلاد في القرن ال 7 م، وبقيوا في البلاد. وهناك المجموعة الثانية (المهجرين)منهم جدّتي وجدّي الذين وصلوا عام 1918 الى البلاد بعد مجزرة الأرمن عام 1915 . وهناك الأرمن الذين وصلوا البلاد بعد انهيار الإتحاد السوفييتي يعيشون في حيفا،بيتح تكفا، بات يام،وقد شكلوا مجموعات مجموعات ولكن عقليتهم تختلف عن عقليتنا وحياتهم تختلف عن حياتنا. من له الفضل في الحفاظ على الأرمن في الشرق الأوسط؟ نحن لن ننسى فضل الشريف حسين(شريف مكة) قائد الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين الذي أصدر منشورا ودعا فيه الى استيعاب الأرمن في سوريا لبنان وفلسطين. وطالب أن يستقبلوهم وأن يفتحوا لهم بيوتهم واندماجهم في الحياة. فقبل عام توجهنا الى ضريح الشريف حسين الموجود في الأقصى بمناسبة ذكرى وفاته ال 35 ، وأرسلنا للملك عبدلله نسخة عن المنشور الذي أصدره الشريف حسين كما سلّمنا شيخ الأقصى نسخة أخرى. اللغة الأرمنية كيف حافظت عليها وأين تعلمتيها؟ تعلمت اللغة الأرمنية في النادي الأرمني في حيفا بفضل الجمعية الخيرية والتي مقرها في نادي homentmen فقد علمتنا اللغة والتاريخ والتراث الأرمني. كما أن الأهل يحافظون على لغتنا، الأغاني،التقاليد،التراث،حب الوطن الأم. كيف تحيين المجزرة الأرمنية؟ نحن نعيشها ونحييها يوميا،فنحن نحافظ على لغتنا وقوميتنا،اتحادنا،وترابطنا. ففي البيت مع أنني أتحدث 7 لغات أتحدث فقط اللغة الأرمنية نتحدثها مع الأولاد والزوج. الأغاني أرمنية، عندنا قنوات أرمنية نشاهدها،النادي،أولادي نشيطين في فعاليات الأرمن والكشافة الأرمنية. فنحن أقلية تحافظ على نفسها، أحاول في كل عام أن أزور أرمينيا، وأتنشق البلاد. فوالدي من مراش،وجدي من لاباش(أضنة)،جدتي من أنتاب هذه البلاد جميعها هجّرت. فأهلي عاشوا المجزرة فجدّي رأى بأم عينيه كيف قتلوا والده كان عمره 12 عاما. ما هي أمنيتك؟ أمنيتي أن أعود الى بلادي،أرض الوطن بسبب أنني لا أشعر أنني في بلادي أو أنني قسم من هذا البلد. فدائما أشعر أنني في مرتبة ثالثة،مع أننا نحمل جنسية اسرائيلية. وضع الأرمن الإجتماعي والإقتصادي؟ نحن نعيش بإحترامنا مع جيراننا العرب واليهود، بنينا حياتنا بأنفسنا،لا نملك الأراضي،لا نتدخل بالسياسة المحلية. نحن نعيش الجرح الأرمني منذ 1915 فعّالين بقضيتنا ونبذل جهدنا بأن تعترف اسرائيل بالمذبحة الأرمنية. ففي شهر 3 من هذا العام قدمنا طلبا للكنيست بأن تعترف الدولة بالمجزرة الأرمنية. فالدولة تتملص من قضيتنا كسلاح أمام تركيا. أي في حالة عدم التوافق التركي الإسرائيلي تلوّح اسرائيل بالإعتراف بالمجزرة التقت أخوتها بعد 45 عاما،تعيش قصة نضال وحب للوطن والأهل التقيت بمريم لابجيان 83 أم لثلاثة ولدين وبنت وتسكن في شارع الحريري في وادي النسناس، ولدت في الإسكندرونة في تركيا. أما أولادها: يريم أبو إيدي(بدروس بيير)،يغيا(الياس) أبو هاكوب يعيش في كندا،هوريج(أم ساكو) تعيش في كندا. أما يريم ابن مريم لابجيان من حيفا فهو أب لثلاثة:ماريان 32 عاما يعيش في كندا،إيدي لابجيان 30عاما يعيش في حيفا، وبيير لابجيان حفيد مريم 26 عاما يعيش مع أهله في شارع بن يهودا. حدثتنا مريم كيف وصلت الى حيفا وقالت”عام 1938 انسحب الفرنسيون من الإسكندرونة فخاف الأرمن أن تحلذ بهم مجزرة أخرى من قبل الأتراك. وخرجوا مع الفرنسيين فوصلت مريم الى لبنان حيث كان الفرنسيون يحكمون(الإنتداب). ووصلت الى صور. وفي نفس الفترة تواجد عدد من الأرمن في قرية قرب عتليت باسم الشيخ بريك، فقرروا بشكل ذاتي أن يتركوا مدينة صور وتوجهوا الى فلسطين في عام 1940 حيث كان عمري 14 عاما مع والدتي وأخوتي الأربعة. ومن ثم وصل والدهي الى القرية وتم اعتقاله من قبل الإنجليز بادعاء وصوله بشكل غير قانوني وبعدها أفرج عنه. وأقامت مريم عائلة حيث تزوجت وأنجبت أولادها. فهذه القرية (الشيخ بريك) استوعبت الجالية الأرمنية حيث عاشوا في الفلاحة والحياة الريفية. وفي عام 1948 تعرّضت القرية للتهجير وشكّلت الحكومة على مر عقود صعوبات على السكان الأرمن وكانت حيفا أقرب منطقة جغرافية فانضم الكثير من العائلات الى أرمن حيفا وفي عام 1958 تركت مريم القرية وسكنت في حيفا. كيف وصلت مريم الى حيفا؟ بعد ال 48 عاش الأرمن تحت الدولة الإسرائيلية حتى سنوات الثمانين، بسبب الضغوطات مع العلم أن الكثير تركوا القرية بعد 48 الى خارج القرية والى خارج البلاد. فكنت قد أسست حياتي في القرية(الشيخ بريك) وتزوجت عام 1944. بقيت العائلة في القرية وحين وصلوا الى حيفا سكنت العائلة في شارع اللنبي وحاليا تعيش مريم في بيتها نحو 30 عاما في شارع الحريري. ما هي اللغة التي تتحدثها مريم الجدة؟ أتحدث اللغة الأرمنية فنادي الأرمن هومركز ثقافي هام حافظ على القومية والهوية الأرمنية. حيث يجتمع الأرمن ويلتقون بالمناسبات ويلتقون في النادي لسماع دروس دينية يوم الأحد. هل هناك احتفالات خاصة للشعب الأرمني؟ نحن نقسم الأعياد الى أعياد قومية والى أعياد دينية. فالأرمن طائفة مسيحية أورثوذكسية تعيّد كأي عيد ديني كما أن التواريخ حسب التقويم الشرقي. أما المنسبات القومية فهي: 24 نيسان من كل عام وهو اليوم الذي نحيي فيه ذكرى المجزرة التي وقعت عام 1915. تقوم الجالية الأرمنية بالتظاهر أمام االقنصلية التركية حيث نطالب الإعتراف الرسمي بالمجزرة وعدم التنكّر. كما أننا نعيّد عيد استقلال أرمينيا في 28 أيار 1918 بعد ان استقلت على أثر انهيار الدولة العثمانية. وبعد انهيار الإتحاد السوفييتي استقلت أرمينيا للمرة الثانية حتى يومنا في 21-9 من العام 1991 فهذا اليوم هو يوم وطني. ماذا عملت مريم وكيف استطاعت الحفاظ على بقائها؟ عملت في الفلاحة في قرية الشيخ بريك التابعة لأنطون حمودة الذي هاجر الى لبنان عام 48. فقررت العائلة أن تعلم أولادها في حيفا حيث كانوا يسافرون بالقطار الى حيفا أو بطرق وشائل نقل بدائية. وهكذا 12 عاما كانوا يدرسون في حيفا بمواصلات بدائية. ما هي الأطعمة المميزة للأرمن؟ هناك اللحمة بالعجين،وهي البيتسا الأرمنية مع اللحمة،وهناك الكامبا وهو نوع من الطعام الشبيه بالبوريكس مع اللحمة وحتى اليوم يطبخ الأرمن هذه الأطعمة. أين أهل مريم اليوم؟ عدد كبير من أهلي تهجروا عام 48 وخاصة أخوتي الأربعة وقد التقيت بأخوتي بعد 45 عاما في أرمينيا من عام 48 حيث يعيشون في ريف وأوضاعهم الإقتصادية صعبة. هل أنت راضية عن جيل اليوم من الأرمن؟ نعم فجيل اليوم ما زال يحافظ على التراث الأرمني واللغة الأرمنية،الفعاليات،الإحتفالات، اللجان الفعالة التي تكمل مسيرة الأجيال. كما أن الأرمن ما زالوا يحافظون على الروابط بينهم. ففي الأعياد تجلس العائلة على طاولة واحدة وتحتفل فرحة. بيير لابجيان حفيد مريم ابن 26 عاما يمثل الجيل الثالث من أبناء الشعب الأرمني في البلاد يتحدث اللغة العربية بطلاقة،يعرف لغته الأرمنية ويجيد تاريخ شعبه،ويعرّف نفسه” أنا ارمني يسكن في هذه البلاد”. يعمل بيير في شركة للهواتف الخليوية في القسم العربي، يدرس علم النفس في الجامعة المفتوحة. أجريت معه اللقاء في نادي homentmen في شارع الجبل 12حيث يديره النادي منها، لجنة رجال،ولجنة نساء hom- وهاتين اللجنتين تقومان بفعاليات قومية اجتماعية ترفيهية،تعليم اللغة الأرمنية،الأعياد الدينية،الأعياد القومية. هذا النادي نقطة التقاء وتعارف بين أبناء الجالية الأرمنية في حيفا. انت شاب مثقف كيف ترى حياة الأرمن في البلاد؟ يعيش الأرمن بوضع جيد وبسلام وتعايش مع القوميات الموجودة، والطوائف الموجودة. وللأرمن هدف مركزي وهوأن القومية شيئا مركزيا لهذا لا ينتمي الأرمن لأي تيار سياسي. ما هو نادي homentmen؟ جمعية أرمنية، تدير وتساعد في جميع النواحي ، عدا عن تنظيم الإحتفالات كيف ترى تخبط الأرمن بين العبرية والعربية؟ أغلب الأرمن يدرسون في مدارس عبرية لعدة أسباب، باعغتبار أن اللغة العربية لغة صعبة، كما أن الفكرة بأن المدارس اليهودية منفتحة أكثر ومتطورة أكثر مع أنني تعلمت في مدرسة الكرمليت الأهلية. اللغة العربية مهمة جدا فأنا أرى نفسي حسب سلم الأولويات أولا لغة الأم وهي الأرمنية، وبعدها العربية،ومن ثم اللغة العبرية. أما من الناحية الثقافية فأولا الأرمنية وبعدها العربية وأخيرا العربية.هناك نسبة كبيرة من الأرمن يدرسون في معاهد عليا، وينهون الثانوية وهذا أمر جيد . هل للأرمن كشافة خاصة في حيفا؟ نعم هناك كشافة أرمنية في حيفا وبمشاركة ارمن القدس نقوم بمسيرات كشفية في فترة الأعياد. ما هي علاقة الأرمن في حيفا بأرمن اسرائيل؟ نحن بتواصل من طقوس دينية وقومية،واجتماعات حيث مثلا في إحياء مناسبات عديدة مع بعضنا البعض، فمثلا عيد رأس السنة يلتقي الأرمن في العيد في حيفا أو يافا.