في الصداقة الارمنية – العربية

د. جهاد نعمان * “القضية الارمنية في الفكر اللبناني” بيروت – 2000 ترقى روابط الصداقة الأرمنية – العربية إلى عهود غابرة سحيقة القدم. فالإنتماء إلى بيئة جغرافية مشتركة: الشرق الأدنى، مكن الشعبين العريقي الحضارة من التعارف والتقارب منذ أمد بعيد. فكانت الصلات التاريخية والسياسية، فضلا عن الفكرية والحضارية. ساهم في ذلك أن الأرمن والعرب كانوا متحدين في كيان دولة واحدة. ففي سنوات 84 – 66ق.م. كانت بلاد ما بين النهرين وسوريا ولبنان (فينيقيا) وفلسطين، أي معظم دول الشرق الأدنى وحتى حدود مصر، تؤلف قسما من المملكة الأرمنية في عهد الملك ديكران العظيم. وكانت أرمينيا خلال القرون 7 – 9 ضمن دولة الخلافة العربية. وهذا الواقع ساعد على التعارف المتبادل والتماذج الفكري والحضاري. إلا أن علاقات الصداقة الأرمنية – العربية شهدت مرحلة جديدة، عندما خرجت أرمينيا سنة 885م. من دولة الخلافة وألفت دولة مستقلة، كان الخليفة المعتمد أول من اعترف بها، وكرّم الملك الأرمني أشوت الأول بقرادوني بأن أرسل إليه تاجاً يليق بالملوك. وتوطّدت بين الدولتين علاقات حسن الجوار، وتطوّرت الروابط الإقتصادية – التجارية والثقافية. أرسيت روابط أكثر تطورّاً وفاعلية بين الدولة الأرمنية في كيليكيا (القرون 11-14) والدول العربية المجاورة ولا سيما مصر. وتجدر الإشارة هنا، إلى الإتفاقية التي وقعت سنة 1323 بين مصر والمملكة الأرمنية في كيليكيا، والتي نظمت العلاقات بين الدولتين. تنطوي كتب المؤرخين والجغرافيين العرب في القرون الوسطى من أمثال: البلاذري والطبري والمسعودي وابن الأثير والمقريزي وأبي الفداء وابن شدّاد وابن بطوطة وابن حوقل وياقوت الحموي وغيرهم، على عدد من المعلومات القيّمة حول العلاقات المتبادلة بين الأرمن والعرب، وعن الحياة الإقتصادية والسياسية، ووضع الجماهير الأرمنية وعاداتهم وتقاليدهم. إنها لعمري مصادر هامة تستحيل دونها الدراسة المعمقة لتاريخ أرمينيا في القرون الوسطى. وليس من قبيل المصادفة أن نقلها إلى الأرمنية بدأت منذ زمن بعيد. لقد ترجم ونشر العديد من مؤلفات ابن الأثير وياقوت الحموي وابن شدّاد وأبي الفداء وغيرهم. في المقابل، تحتلّ كتب المؤرخين الأرمن في العصور الوسيطة من أمثال سيبيوس وغيفوند وهوفهانيس دراسخاناكيرتسي وتوما أرتزروني وستيبانوس أسوغيك ووارطان أريفلتسي، أهمية بالغة في دراسة تاريخ العرب وحياتهم السياسية والإقتصادية. وتشير الأدلة التاريخية إلى الإهتمام البالغ الذي أولاه المفكرون والمؤرخون العرب في القرون الوسطى، مؤلفات المؤرخين الأرمن ونتاجهم الفكري وأساطير الشعب الأرمني التي نقلت إلى لغة الضاد لتكون في متناول العرب. هناك مثلاً الترجمة العربية لكتاب “تاريخ أرمينيا” لمؤرخ القرن الخامس أكاتانكيغوس. وفي بطون كتب التاريخ والأدب العربي القروسطي ترجمات عربية للأساطير والحكايات والأمثال الأرمنية. لقد اهتم المفكرون الأرمن، بدورهم، بالحضارة والعلوم العربية، وكانوا على معرفة وثيقة بمؤلفات الفلاسفة العرب أمثال الكندي والمعرّي وابن رشد وسواهم. كما انهم قدّروا تقديراً عاليا الشعر العربي الذي كان المفكر الأرمني الكبير كريكور ماغيستروس (القرن 11) مطلعاً عليه ومقدراً للفن الشعري الرفيع لدى أبي الطيّب المتنبي. وتحتلّ روابط الصداقة بين الشعبين العربي والأرمني مكانا بارزاً في ميدان العلوم الطبية، وقام بين الأطباء الأرمن والعرب تعاون لافت. هناك تطوّر في الطب في كيليكيا الأرمنية حيث عمل الكثير من الأطباء العرب جنباً إلى جنب مع زملائهم الأرمن، وأجاد معظمهم اللغة الأرمنية إلى حدّ أنهم أعدّوا كتبا طبية بالتعاون مع الأطباء الأرمن. كتب، مثلاً، الطبيب ايشوخ مؤلفاً “عن الطبيعة” باللغة الأرمنية، نجد منه اليوم 26 نسخة في معهد المخطوطات القديمة بيريفان. وقام المؤرخ الأرمني وارطان أريفلتسي بنقل “تاريخ” ميخائيل الدمشقي إلى الأرمنية. إلى ذلك، عاش الكثيرون من الأطباء العرب في كيليكيا لأن فيها مدرسة للتشريح جدّ متطوّرة جذبت إليها الأطباء من مختلف أنحاء المعمورة، ومنهم العرب. ومرد ذلك إلى أن التشريح الذي كان محظوراً في البلاد الإسلامية والأوروبية، لم تعترض سبيله أية عوائق في كيليكيا الأرمنية. في القرن الثاني عشر الميلادي، لمع إسمان في سماء الطب هما: مخيتار هيراتسي وأبو سعيد، وهما من أصل أرمني سوري. وكان كتاب أبي سعيد “تشريح الإنسان” منتشرا إنتشارا واسعا في أرمينيا في القرون الوسطى. لكن نسخته الأصلية ضاعت ولم تبقى سوى ترجمته الأرمنية التي تعادل في قيمتها النسخة الأصلية. وإن معهد المخطوطات القديمة في يريفان (الماتناداران) لديه اليوم أربعون نسخة من تلك المخطوطة. إستنسخ الأرمن في العصور الوسطى كتاب “تشريح الإنسان” مرّات كثيرة. وفي القرن السابع عشر أعاد الطبيب الأرمني أسار سباستاتسي نسخ المخطوطة، مضيفا إليها شروحات الطبيب مخيتار هيراتسي عن تشريح العيون. وفي ما بعد، فقدت تلك الشروحات الهامة، وتمكنا من التعرّف على أثار هذا الطبيب الأرمني الشهير بواسطة المخطوطة المنسوخة عن أبي سعيد. إنقطع التطوّر الطبيعي لعلاقات الصداقة الأرمنية – العربية بعد الغزوات المستمرة والمدمرة التي شنها السلاجقة والمغول والأتراك، الذين قضوا على مراكز العلم والحضارة وشلوا أركان الإقتصاد في كل من أرمينيا والبلاد العربية، وقتلوا الكثيرين من أعلام الفكر والأدب والعلوم. في القرن السادس عشر، إحتلت الامبراطورية العثمانية العالم العربي في معظمه، وفي القرن السابع عشر، إستولت على أرمينيا الغربية. إرتكبت السلطنة العثمانية مذابح وحشية دامية ضد العرب والأرمن واليونانيين والسلاف وغيرهم من الشعوب. وإن وجود الأرمن والعرب تحت النير العثماني جعلهم حلفاء طبيعيين في كفاحهم ضد العدو المشترك، وفي سبيل إسقاط الحكم العثماني الإستبدادي والحفاظ على أصالتهم القومية ونيل الإستقلال الوطني. وأمسى نضالهم ضد النير العثماني أكثر تنظيماً وأشد قوى في ستينات القرن التاسع عشر وبدء القرن العشرين. وجاء عصر اليقظة المعروف بالنهضة العربية. وكان إنتعاش الحياة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية، وتصاعد النضال التحرّري العربي، قد لقي تأييد الشعوب غير التركية في السلطنة العثمانية، ومنها الأرمن الذين اعتبروه نضالا ضد العدو المشترك في الحكم العثماني. لذا، ليس من قبيل المصادفة، المشاركة الفاعلة من الأرمن في حركة النهضة التي نشأت وترعرعت في كل مكان من لبنان وسوريا ومصر. ولا بدّ هنا من التنويه بالإسهامات المجيدة التي أبداها النهوضيون الأرمن أمثال يوحنا ورطابيت ورزق الله حسون (حسونيان) واسكندر أبكاريوس وأديب اسحاق (ظلميان) وغيرهم ممن يعبرون من كبار الروّاد في النهضة العربية ومن الشخصيات السياسية والإجتماعية البارزة. من السمات البارزة في تلك الفترة التاريخية، التركيز على الأهداف المشتركة لدى الأرمن والعرب في نضالهم الجبهوي ضد عدوهم الأساسي، ألا وهو الحكم التركي الجائر. أيد كل من الشعبين قضايا الآخر ومطالبه. أيد الأرمن علناً أهداف العرب العادلة للتحرر من النير العثماني ونيل الإستقلال. ولقي موقف الأرمن إرتياحاً كاملا عند العرب. ومن أسطع الأدلة على هذا، الرسالة التي وجهها المناضل نجيب عازوري إلى ميناس تشير ان صاحب جريدة “أرمينيا” والتي يقول فيها: “أود أن أعرب علنا عن شكري لكم شخصيا ولزملائكم على الترحاب الكبير الذي أبديتموه تجاه نهضة الوطن العربي، وعلى تلك الإجراءات السامية التي تبذلونها دعماً لحركتنا الوطنية. إن الأرمن الذين اقترحوا بجسارة دعم العرب بكل ما أوتوا من قوة ضد الدولة التركية، قد أثبتوا أنهم رواد في تفهّم مصالحنا المشتركة”. لم يفصل القادة العرب بين حرية شعوبهم وحرية الشعوب الأخرى الرازحة تحت السيطرة التركية. وتفهمّوا جيدا أن حريتهم ستمهّد السبيل أمام تحرر الشعوب الأخرى. لقد نصّ أحد نداءات اللجنة التأسيسية لعصبة “الوطن العربي” لسنة 1906 على ما يلي: “بفضل واقع إنفصالنا عن تركيا، ستتمكن جميع الأمم الأخرى كالأكراد والأرمن والألبانيين وغيرهم من نيل حريتهم لأن الأتراك يكبحون جماح الألبانيين بأيدي العرب، ويسحقون البلغار على يد الألبانيين. وهم يضطهدون الأكراد مجددا بيد العرب، بينما يذبحون الأرمن بأيدي الأكراد. وبالتالي فعندما نتخلى نحن العرب عن السلطان ستعلن كل أمة إستقلالها”. تشهد وقائع التاريخ والوثائق الرسمية خصوصا على أن القوى الوطنية العربية أيدت بدورها المطالب القومية والنضال التحرري للأرمن. ومن الأهمية بمكان مقررات المؤتمر العربي العام المنعقد في باريس من 18 إلى 23 حزيران 1913، التي خصّصت مكانا بارزا للقضية الأرمنية حيث نقرأ ما يلي: “يدعم المؤتمر ويؤيد مطالب أرمن تركيا القائمة على مبادئ اللامركزية ويوجه تحيته للأرمن عن طريق مندوبهم إلى المؤتمر”. كل ذلك يجعلنا نستنتج أن أهداف التعاون الأرمني ونطاقه، قد تحدّدت بوضوح قبيل إندلاع الحرب العالمية الأولى. كان الأتراك الجدد يراقبون بإهتمام بالغ تطوّر الأحداث، ولا سيما الثلاثي أنور – طلعت – جمال الذين أصبحوا من كبار جلادي الشعبين الأرمني والعربي. غنموا فرصة الحرب العالمية الأولى وقرّروا حل القضية القومية من طريق الإبادة ، فوجهوا ضرباتهم الأولى إلى الأرمن والعرب. وقد عالج المؤرخ المصري الشهير أمين سعيد في كتابه “ثورات العرب في القرن العشرين” هذه القضية، معبرا عن الفكرة الحقيقية القائلة: لقد قرروا (الأتراك الجدد) أن الفرصة قد حانت للقضاء على أكبر حركتين قوميتين: حركة الأحرار العرب في سوريا والعراق والحجاز، والحركة الأرمنية في الأناضول الشرقية”. في 15 نيسان/ أبريل 1915 بدأ قادة تركيا الفتاة، تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية ضد الأرمن وتهجيرهم من وطنهم أرمينيا الغربية. لقد أبادوا مليونا ونصف المليون من الأرمن. كانت تلك أول عملية إبادة بشرية بالجملة في القرن العشرين. والجلادون هم الأتراك الذين نفذوا سياسة الإبادة على الصعيد الرسمي يسعون جاهدين لحل القضية الأرمنية بتلك الوسائل الجهنمية. لقد وصف المؤرخ العربي فؤاد حسن حافظ المذابح الأرمنية قائلا: “إنها صفحات سوداء في تاريخ القرن العشرين”. بعد إبادة السواد الأعظم من الأرمن، هجّرت قيادة الأتراك الأرمن الباقين إلى الصحراء العربية، لكي تمسي البقية الباقية من الأرمن موضوع طمع لرمال الصحراء، ولكي يلاقي الأرمن المسيحيون موقفاً عدائيا من العرب المسلمين. لكنّ آمالهم ذهبت أدراج الرياح عندما وجد الأرمن لدى السكان العرب الذين كانوا يقاسون الأمرّين أيضا – المخلّص الذي مدّ لهم يد العون والدعم المتعدّد الأشكال، بدءاً برفض تنفيذ أوامر الأتراك الجدد بالقضاء على الأرمن أنىّ وجدوا، وانتهاء بالدعم المادي والمساعدات الطبية. هناك طبعاً الكثير الكثير من الأمثلة التي تشهد على ذلك نكتفي هنا بذكر بعضها فقط. لم يقض على سعاد حاكم دير الزور العربي الجنسية على الأرمن الذين ظهروا في منطقته، بل بنى داراً خاصة لإيواء الأيتام الأرمن وسدّ حاجاتهم. أدى عمله هذا، طبعاً، إلى طرده من وظيفته. أما قائمقام منطقة البشيري التابعة لولاية دياربكر العربي البغدادي عبد السويدي، فقد أرسل برقية جوابية إلى الحكومة التركية في اسطنبول بشأن الأوامر المتعلقة بالقضاء على الأرمن يقول فيها: “إن ضميري لا يسمح لي بالقيام بعمل كهذا”. لقد آثر تقديم الإستقالة، التي قبلت فوراً وأدت إلى اغتياله على يد الأتراك لئلا يغدو مثلا يحتذى من قبل سائر العرب. إلا أن ذلك لم يثن هؤلاء – على الصعيدين الرسمي والشعبي – عن القيام بواجبهم الإنساني إزاء المهاجرين الأرمن إلى البلدان العربية. فعندما تسلم حاكم الموصل أوامر الحكومة التركية بالقضاء على الأرمن، دعا إلى إجتماع حضره الأعيان العرب في المدينة وقررّوا رفض تلك الأوامر مؤكدين أن “ضميرهم لا يسمح لهم بتضريج أيديهم بدماء الأرمن”. بفضل هذا القرار، تمّ إنقاذ حياة قسم هام من الأرمن المهجرّين إلى الموصل. ومن الواجب أن نذكر بإجلال واحترام الموقف الذي اعتمده عبدالله مسائي رجل الدين المسلم الذي بنى خلا ل أربعة أشهر داراً للأطفال الأيتام من الأرمن في حماه بسوريا، متحملاً جميع المشاق ومتكفلاً بجميع النفقات التي ترتّبت على ذلك. من المثير جداً موقف العرب، ولا سيما النساء العربيات، من قوافل المهاجرين الأرمن التي كانت تمرّ في القرى والمدن العربية عبر خط دير الزور – الرقة – حلب – مسكنة الخ. قدّم العرب المأكل والمشرب والملبس والمأوى للمهاجرين الجائعين البائسين، رغم أنهم كانوا يعرّضون أنفسهم للهلاك، إذ كان الجنود الأتراك يتوعّدونهم بالويل والثبور وعظائم الأمور إن هم مدّوا يد العون للأرمن. بفضل الموقف النبيل والمعاملة الإنسانية للشعب العربي، تمّ إنقاذ حياة عشرات الآلاف من الأرمن الذين وجدوا ملجأ لهم في مختلف البلدان العربية. لقد فتحت سوريا ولبنان أبوابها أمام الأرمن. كما استقبلت مصر خمسة آلاف محارب أرمني قاوموا في شجاعة منقطعة النظير قطعات الجيش التركي على مدى أربعين يوماً في منطقة جبل موسى من غير أن تتمكن هذه من شل مقاومة الأبطال الأرمن. سعى الشعب الأرمني ويسعى دوما لرد الجميل إلى الشعب العربي على موقفه النبيل، بتوطيد أواصر الصداقة والإشتراك الفعلي في حركة التحرّر الوطني العربي والإسهام النشيط في سبيل رفع مستوى الحياة الإقتصادية والثقافية للبلدان العربية. والدليل القاطع على ذلك مشاركة الأرمن جنباً إلى جنب مع العرب في كفاحهم ضد الجيش التركي في سبيل تحرير الأراضي العربية. وفي نهاية الحرب الكونية الأولى تمّ تشكيل كتيبة من الأرمن والعرب كانت نواتها نحو ثلاثة آلاف محارب من الأرمن. تلك الكتيبة التي تعمّدت في نيران المعركة التي وقعت قرب نابلس في 19 أيلول 1917، والتي انهزمت بها فلول الجيش التركي النظامي. كانت المرّة الأولى التي سال فيها الدم الأرمني على التراب العربي فداء لحرية العرب واستقلالهم. وبعد ذلك، شارك الأرمن مشاركة فاعلة في حركة التحرّر الوطني العربية، ولا سيما الإنتفاضة المسلحة في تشرين الثاني/ نوفمبر 1943 في لبنان وفي الكفاح المسلح في أيار / مايو 1945 في سوريا. ولم يكن الأرمن المقيمون في البلاد العربية واقفين حتى الساعة جنبا إلى جنب مع أشقائهم العرب في نضالهم ضد الإستعمار في جميع تجلياته وفي سبيل الحل العادل والشامل لأزمة الشرق الأوسط وقد ظلوا، في داخل كل دولة عربية، على الحياد بوجه عام والى جانب الحكومة والشرعية. فالسلام لهم وكذلك التحية القلبية. * استاذ في الجامعة اللبنانية

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *