(15 آذار 2006 )-الاتحاد الاوروبي – (كونا) – اظهرت نتائج استطلاع للراي هنا اليوم ان 74 في المئة من النمساويين الذين وقعوا على عريضة حزب الأحرار اليميني المتطرف الذي يتزعمه كريستيان شتراخيه لا يؤيدون انضمام تركيا الى عضوية الاتحاد الأوروبي .وجاء في استطلاع الرأي الذي أجراه معهد (فيسيل) ونشرته وكالة الصحافةالنمساوية اليوم أن 67 في المئة ممن امضوا على العريضة التي تحتوي على بند ينص على ضرورة منع تركيا من الانضمام الى الاتحاد عبروا عن مخاوفهم من تدفق المهاجرين الاتراك الى بلادهم في حال تمتعت تركيا بحق العضوية بالاتحاد.وقال المعهد أن نسبة مماثلة أوضحت أن توقيعها على العريضة جاء بدافع المحافظة على الحياد الذي تعتمده النمسا منذ عام 1955 مع العلم أن شعار “لتبق النمسا حرة” كان الشعار المركزي الثاني الذي تضمنته العريضة التي طرحها حزب الاحرار على الشعب النمساوي خلال الفترة ما بين 6 الى 13 من الشهر الجاري تحت عنوان “لتبق النمسا حرة” و “لا لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي”. يذكر ان استطلاع سابق للرأي اجراه المعهد الاوروبي على نطاق النمسا كشف أن 10 في المئة من النمساويين يؤيدون انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي.وطبقا لهذا الاستطلاع الذي جرى مباشرة بعد انتهاء الموعد المحدد لجمع التواقيع فان 48 في المئة من النمساويين عبروا عن معارضتهم لانضمام بلادهم الى الاتحاد الأوروبي عام 1995 علما بان النمسا تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد. من جهة اخرى اعلنت وزارة الداخلية النمساوية في بيان رسمي لها امس أن عريضة جمع التواقيع المذكورة حصلت على 258 ألف توقيع مما يوضح ان نسبة 3ر4 فقط من عدد الناخبين النمساويين منحت توقيعها لهذه العريضة وبما يجعلها تحتل المرتبة ال 21 من مجموع عرائض التواقيع ال 33 التي جرت في النمسا لغاية الان.في حين اعتبر رئيس حزب الاحرار شتراخيه نتائج الاستطلاع بأنها نتائج ممتازة جدا وفاقت توقعات حزبه الذي لم يكن يتوقع الحصول على أكثر من نصف هذا العدد من التواقيع.الا أن بقية الأحزاب المنتقدة للعريضة وصفت هذه النتيجة بأنها متواضعة جدا وهزيلة بل انها تعد دليلا واضحا على فشل توجهات حزب الأحرارالمعادية للاجانب.وعلقت وكالة الصحافة النمساوية على نتائج الاستطلاع بالقول ان معهد فيسيل أثار زوبعة سياسية في أوساط الحزبين الكبيرين (حزب الشعب الحاكم الذي يراسه المستشار النمساوي فولفغانغ شوسيل والحزب الاشتراكي المعارض) حين أكد أن عددا كبيرا من أتباع الحزبين وقعوا على عريضة حزب الأحرار. واضافت أن ثلث الذين وقعوا على هذه العريضة هم من الحزب الاشتراكي المعارض الذي يراسه الفريد غوزنباور الذي ترشحه معظم استطلاعات الراي الحالية على الفوز بمنصب المستشار النمساوي المقبل للنمسا خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة.واتهم الحزبان الكبيران حزب الأحرار اليميني المتطرف بالعمل على اثارة النزعات المعادية لاوروبا بشكل عام والاتحاد الأوروبي بشكل خاص وتوظيف هذه المشاعر في التهيئة للانتخابات البرلمانية المقبلة. يذكر أن الدستور النمساوي ينص على ان اي عريضة تطرح على الشعب في أي مسألة من المسائل يتعين مناقشتها داخل البرلمان بشرط حصولها على 100 ألف توقيع كحد أدنى بدون الزامه بالموافقة عليها أوالأخذ بها مما يعني أن عريضة جمع التواقيع لها قيمة معنوية فقط بخلاف الاستفتاءالشعبي الذي يعتبر ملزما للبرلمان. ويشير المحللون والمراقبون المستقلون الى وجود تيار متنام بدا يظهر على الساحة النمساوية يعارض قرار التحاق النمسا بالاتحاد الاوروبي ويروا أن هذا التجمع الجديد لم ينجح بتحقيق الوعود المغرية التي قدمت للشعب النمساوي أثناء الاستفتاء الشعبي الذي صوت بأغلبية ساحقة لصالح الانضمام اليه في عام 1995.وعزو هذا الموقف الى حال الاختناق التي يتعرض لها سوق العمل النمساوي بسبب تدفق اليد العاملة الاجنبية القادمة من دول أوروبا الشرقية التي انضمت الى الاتحاد الأوروبي مطلع مايو من عام 2004 والذي أصبح يضم 25 دولة حاليا مما زاد من حدة مخاوف النمساويين من احتمال انضمام تركيا الى عضوية الاتحاد التي يعارض انضمامها أكثر من 80 في المئة من المواطنين النمساويين.وأجمع غالبية مسؤولي معاهد استطلاع الرأي في النمسا والمراقبون الاجانب على أن حزب الأحرار حقق مكسبا بعد أن استطاع احراج الحزبين الكبيرين في البلاد وجعلهما يحملان بعضهما البعض مسؤولية تصاعد المعارضة ضد الاتحاد الأوروبي.ويسود الاعتقاد لدى غالبية المراقبين ان مستقبل الاتحاد الاوروبي سيكون من بين المواضيع المحورية التي ستهيمن على حملة الانتخابات البرلمانيةالتي ستشهدها النمسا بعد بضعة أشهر.